responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 635


ابنته عائشة ، وقد عرفنا موقفها من الإمام علي ( عليه السلام ) ، فهي تحاول بكل جهدها دعم أبيها ولو بأحاديث موضوعة ، أو عن عبد الله بن عمر ، وهو - أيضاً - من البعيدين عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، وقد رفض مبايعته بعدما أجمع الناس على ذلك .
وكان يحدث أن أفضل الناس بعد النبي أبو بكر ثمّ عمر ثمّ عثمان ، ثمّ لا تفاضل [1] ، والناس بعد ذلك سواسية ، يعني هذا الحديث أنّ عبد الله بن عمر جعل الإمام علي من سوقة الناس ، كأيّ شخص عادي ليس له فضل ولا فضيلة [2] .
فأين عبد الله بن عمر من الحقائق التي ذكرها أعلام الأمة وأئمتها بأنّه لم يرد في أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما جاء في علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؟ ! هل أن عبد الله بن عمر لم يسمع بفضيلة واحدة لعلي ؟
بلى والله لقد سمع ووعى ، ولكنّ السياسة - وما أدراك ما السياسة - فهي تقلّب الحقائق وتصنع الأعاجيب .
كذلك يروي فضائل أبي بكر ، كلّ من عمرو بن العاص وأبو هريرة وعروة وعكرمة ، وهؤلاء كلّهم يكشف التاريخ أنّهم كانوا متحاملين على الإمام علي ، وحاربوه أمّا بالسلاح وأمّا بالدسّ واختلاق الفضائل لأعدائه وخصومه [3] .



[1] صحيح البخاري 4 : 203 ، كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل أبي بكر وعثمان ، وفيه : " ثمّ نترك أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) لا نفاضل بينهم " ، سنن أبي داود 2 : 397 ، كتاب السنة : 553 ، الإصابة لابن حجر 1 : 24 .
[2] وكلام ابن عمر هذا صار سنداً لمن بعده في حذف عليّ حتّى انّ أحمد بن حنبل قال - قبل أن يظهر التربيع بعليّ ( عليه السلام ) - لابنه : " السنة عندنا في التفضيل ما قال ابن عمر . . . " السنة للخلال : 37 ح 507 وفي لفظ : " نحن نقول : أبو بكر وعمر وعثمان ونسكت ، على حديث ابن عمر " المصدر ح 574 .
[3] قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 4 : 63 : " وذكر شيخنا أبو جعفر الإسكافي - رحمه الله تعالى - . . أنّ معاوية وضع قوماً من الصحابة وقوماً من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي ( عليه السلام ) ، تقتضي الطعن فيه ، والبراءة منه ، وجعل لهم على ذلك جعلاً يرغب في مثله ، فاختلقوا ما أرضاه ; منهم أبو هريرة ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، ومن التابعين عروة بن الزبير . روى الزهري أنّ عروة بن الزبير حدثه قال : حدثتني عائشة قالت : كنت عند رسول الله إذ أقبل العبّاس وعلي فقال : " يا عائشة ، إنّ هذين يموتان على غير ملتي أو قال ديني " ، وروى عبد الرزاق عن معمّر قال : كان عند الزهري حديثان عن عروة عن عائشة في علي ( عليه السلام ) ، فسألته عنهما يوماً ، فقال : ما تصنع بهما وبحديثهما ! الله أعلم بهما ، إنّي لأتهمهما في بني هاشم . . " .

635

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 635
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست