responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 634


" عجبت لرجل كتم أعداؤه فضائله حسداً ، وكتمها محبوه خوفاً ، وخرج ما بين ذين ما طبق الخافقين " [1] .
أمّا بالنسبة لأبي بكر فقد فتّشت - أيضاً - في كتب الفريقين فلم أجد له في كتب أهل السنّة والجماعة القائلين بتفضيله ما يوازي أو يعادل فضائل الإمام علي ( عليه السلام ) ، على أنّ فضائل أبي بكر المذكورة في الكتب التاريخية مروية أمّا عن



[1] الروضة في فضائل أمير المؤمنين : 19 ، وقال ابن حجر في الإصابة 4 : 464 في ترجمة الإمام علي : " ومناقبه كثيرة حتّى قال الإمام أحمد : لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي . وقال غيره : وكان سبب ذلك بغض بني أُميّة له فكان كلّ من كان عنده علم من شئ من مناقبه من الصحابة يثبته ، وكلّما أرادوا إخماده وهددوا من حدّث بمناقبه لا يزداد إلاّ انتشاراً . . " . وليت ابن حجر أنصف في كلامه وتأمل في السبب الحقيقي لكثرة فضائله ، ألم تكن الدولة الأموية تحارب علي بن أبي طالب وتطلب كتمان فضائله ورواية فضائل غيره ومع ذلك لم يظهر لغيره ، من الفضائل عشر معشار فضائله ، فلو كان لغيره وجود من الفضائل لذكرت وبانت ، إلاّ أنّ غيره عار عن الفضائل وخال منها فلذلك لم يخلد له التاريخ أي فضيلة . ثُمّ لماذا الناس تروي فضائله مع منع السلطة عنه ؟ ! أليس ذلك دليل على أنّ فضائله حق وحقيقة وفضائل غيره زائلة ليس لها من الحقيقة شئ فلذلك لم يروها الناس ولم تحفظ . وفي الاستيعاب لابن عبد البر 3 : 1119 : " عن عبد الله بن الزبير أنّه سمع ابناً له ينتقص عليّاً ، فقال : إيّاك والعودة إلى ذلك ، فإنّ بني مروان شتموه ستين سنة فلم يزده الله بذلك إلاّ رفعة ، وإنّ الدين لم يبنِ شيئاً فهدمته الدنيا ، وإنّ الدنيا لم تبنِ شيئاً إلا وعادت على ما بنت فهدمته " . وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 4 : 73 نقلاً عن شيخه أبي جعفر الإسكافي قوله : " فالأحاديث الواردة في فضله لو لم تكن في الشهرة والاستفاضة وكثرة النقل إلى غاية بعيدة لا نقطع نقلها للخوف والتقية من بني مروان مع طول المدة ، وشدة العداوة . ولولا أنّ لله تعالى في هذا الرجل سراً يعلمه من يعلمه لم يرو في فضائله حديث ، ولا عرفت له منقبة . . " .

634

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 634
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست