وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " إنّ علياً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن من بعدي " [1] .
[1] المصنف لابن أبي شيبة 7 : 504 ، مسند أبي داود الطيالسي : 111 ، السنن الكبرى للنسائي 5 : 45 ح 8146 و 8453 ، كتاب السنة لابن أبي عاصم : 550 ح 1187 وقال الشيخ محمّد ناصر الدين الألباني محقق الكتاب : " اسناده صحيح رجاله ثقات على شرط مسلم ، والحديث أخرجه الترمذي 2 : 297 ، وابن حبان : 2203 ، والحاكم 3 : 110 - 111 ، وأحمد 4 : 437 ، وقال الترمذي : حديث حسن غريب . وقال الحاكم : صحيح على شرط مسلم ، وأقرّه الذهبي ، وأخرجه أحمد 5 : 356 ، من طريق أجلح الكندي . . . واسناده جيد ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أجلح . . . وهو شيعي صدوق " ، وقال الشيخ الألباني في الصحيحة 5 : 261 ح 2223 : " ما تريدون من علي إنّ عليّاً مني وأنا منه وهو ولي كُلّ مؤمن بعدي " . أخرجه الترمذي ( 3713 ) ، والنسائي في الخصائص ( ص 13 و 16 - 17 ) ، وابن حبّان ( 2203 ) ، والحاكم ( 3 / 110 ) ، والطيالسي في مسنده ( 829 ) ، وأحمد ( 4 / 437 - 438 ) ، وابن عدي في الكامل ( 2 / 568 - 569 ) من طريق جعفر بن سليمان الضبعي ، عن يزيد الرشك ، عن مطرف ، عن عمران بن حصين ( رضي الله عنه ) قال : " بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جيشاً ، واستعمل عليهم علي بن أبي طالب ، فمضى في السرية ، فأصاب جارية ، فأنكروا عليه ، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقالوا : إن لقينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أخبرناه بما صنع علي ، وكان المسلمون إذا رجعوا من سفر بدأوا برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فسلموا عليه ، ثمّ انصرفوا إلى رحالهم ، فلمّا قدمت السرية سلّموا على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ، ألم ترى إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا ، فأعرض عنه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ثمّ قام الثاني ، فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه ، ثمّ قام إليه الثالث ، فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه ، ثمّ قام الرابع فقال مثل ما قالوا ، فأقبل إليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والغضب يعرف في وجهه فقال . . " فذكره . وقال الترمذي : " حديث حسن غريب ، لا نعرفه إلاّ من حديث جعفر بن سليمان " . قلت : وهو ثقة من رجال مسلم ، وكذلك سائر رجاله ، ولذلك قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " ، وأقره الذهبي . وللحديث شاهد يرويه أجلح الكندي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بريدة قال : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعثاً إلى اليمن ، على أحدهما علي بن أبي طالب . . فذكر القصّة بنحو ما تقدم ، وفي آخره : " لا تقع في عليّ ; فإنّه مني وأنا منه ، وهو وليكم بعدي ، وإنّه منّي وأنا منه ، وهو وليكم بعدي " . أخرجه أحمد ( 5 / 356 ) . قلت : واسناده حسن ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأجلح ، وهو ابن عبد الله الكندي مختلف فيه ، وفي التقريب : " صدوق ، شيعي " . . . على أن الحديث قد جاء مفرقاً من طرق أُخرى ليس فيها شيعي . أما قوله : " إن علياً منّي وأنا منه " فهو ثابت في صحيح البخاري ( 2699 ) من حديث البراء بن عازب في قصة اختصام علي وزيد وجعفر في ابنة حمزة ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( رضي الله عنه ) : " أنت منّي وأنا منك " . وروي من حديث حبشي بن جنادة ، وقد سبق تخريجه تحت الحديث ( 1980 ) . وأما قوله : " وهو ولي كلّ مؤمن بعدي " فقد جاء من حديث ابن عبّاس ، فقال الطيالسي ( 752 ) حدثنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عنه أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال لعلي : " أنت وليّ كُلّ مؤمن بعدي " . وأخرجه أحمد ( 1 / 330 - 331 ) ، ومن طريقه الحاكم ( 3 / 132 - 133 ) ، وقال : " صحيح وهو كما قالا " .