رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ ) [1] . قال : هذا ما تعلّمناه نحن من مشايخنا وأئمتنا ، ولم نكن نحن في جيلنا نناقش ولا نجادل العلماء مثلكم اليوم الجيل الجديد ، أصبحتم تشكون في كلّ شئ ، وتشكّكون في الدين ، وهذه من علامات الساعة فقد قال ( صلى الله عليه وآله ) : " لا تقوم الساعة إلاّ على شرار الخلق " [2] . فقلت : يا سيدي لماذا هذا التهويل ، أعوذ بالله أنّ أشك في الدين أو أشكك فيه ، فقد آمنت بالله وحده لا شريك له ، وملائكته وكتبه ورسله ، وآمنت بأن سيدنا محمّداً عبده ورسوله ، وهو أفضل الأنبياء والمرسلين ، وخاتمهم وأنا من المسلمين ، فكيف تتّهمني بهذا ؟ قال : أتهمك بأكثر من هذا ; لأنك تشكك في سيدنا أبي بكر وسيدنا عمر ، وقد قال ( صلى الله عليه وآله ) : " لو وزن بإيمان أبي بكر مع إيمان جميع الخلق لرجح إيمان أبي بكر " [3] ، وقال في حق سيدنا عمر : " رأيتني في المنام والناس يعرضون علي
[1] سورة البقرة : 151 . [2] مسند أحمد 1 : 294 الاستيعاب 3 : 1245 عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، وفي صحيح مسلم 6 : 54 كتاب الإمارة ، باب مراعاة مصلحة الدواب في السير ، المستدرك للحاكم 4 : 456 ، فتح الباري 13 : 67 صحيح ابن حبّان 15 : 250 عن عبد الله بن عمر . [3] عمدة القارئ للعيني 1 : 108 ، المستصفى للغزالي : 70 ، المحصل للرازي 6 : 133 ، تاريخ مدينة دمشق 30 : 126 ، الكامل لابن عدي 4 : 201 وهو من طريق عبد الله بن عبد العزيز الذي وصفه بقوله : " يحدث عن أبيه عن نافع عن ابن عمر بأحاديث لا يتابعه أحد عليه " ، وفي ميزان الاعتدال 2 : 255 بعد نقله الحديث قال : " قال أبو حاتم وغيره : أحاديثه منكرة . وقال ابن الجنيد : لا يساوي فلساً " وفي لسان الميزان 3 : 310 بعد أن ذكره قال : " كلام ابن الجنيد يحدث بأحاديث كذب " . وقد روي في مصادر أخرى عن عمر بن الخطاب كما في مسند ابن راهويه 3 : 672 وتخريج الأحاديث والآثار 1 : 248 وتذكرة الموضوعات وما دام أنّ الرواية عن عمر بن الخطاب موقوفة عليه فلا تحتاج إلى تعليق بعد ما عقد له البيعة مراعياً أفضليته على أمة الإسلام بينما أبو بكر لا يعتقد بأفضلية نفسه ، وصدع في أوّل مقالة بقوله : إن لي شيطاناً يعتريني .