تقتله الفئة الباغية " [1] ، وقد قتله معاوية وأصحابه ، كيف يحكمون باجتهاده وقد قتل حجر بن عدي وأصحابه صبراً ، ودفنهم في مرج عذراء ببادية الشام ، لأنّهم امتنعوا عن سبِّ علي بن أبي طالب [2] .
[1] مسند أحمد 3 : 91 ، صحيح البخاري 3 : 207 كتاب الجهاد والسير ، باب مسح الغبار عن الناس في السبيل ، صحيح مسلم 8 : 186 ، كتاب الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتّى يمر الرجل بقبر الرجل . . ، مسند أحمد 5 : 214 و 6 : 311 ، سنن الترمذي 5 : 333 ، السنن الكبرى للبيهقي 8 : 72 ، مجمع الزوائد 3 : 182 ، مسند أبي داود الطيالسي : 84 ، المصنف للصنعاني 11 : 240 ، المصنف لابن أبي شيبة 8 : 723 ، المستدرك للحاكم 2 : 149 ، صحيح ابن حبان 15 : 555 ، الجامع الصغير للسيوطي 2 : 718 ، كنز العمال 11 : 722 ح 33531 ، وغيرها . [2] بعد قتل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) تتبع معاوية شيعته في كلّ بلد وبادية ، وأمرهم بالبراءة منه ، واظهار سبّه ولعنه ، وقتل أصحابه المبرزين ، ومن أولئك حجر بن عدي الكندي وأصحابه ، فقد قتلهم معاوية صبراً قال ابن حجر في الإصابة 2 : 33 ت 1634 : " حجر بضم أوله وسكون الجيم بن عدي . . الأكرمين الكندي . . روى أحمد في الزهد والحاكم في المستدرك من طريق ابن سيرين قال : أطال زياد الخطبة ، فقال حجر : الصلاة فمضى في خطبته ، فحصبه حجر والناس ، فنزل زياد ، فكتب إلى معاوية ، فكتب إليه أنّ سرح به إليّ ، فلمّا قدم قال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ! فقال : أو أمير المؤمنين أنا ؟ ! قال : نعم . فأمر بقتله ، فقال : لا تطلقوا عنّي حديداً ، ولا تنسلوا عنّي دماً ، فإنّي لاق معاوية بالجادة ، وإنّي مخاصم . . " . وقال ابن خلدون في تاريخه 3 : 13 : " . . بعث معاوية هدية بن فياض القضاعي ، والحسن بن عبد الله الكلابي ، وأبا شريف البدري إلى حجر وأصحابه ليقتلوا منهم من أمرهم بقتله ، فأتوهم وعرض عليهم البراءة من علي ! فأبوا ، وصلّوا عامّة ليلتهم ، ثمّ قدّموا من الغد للقتل ، وتوضأ حجر وصلّى وقال : لولا أنّ يظنوا بيّ الجزع من الموت لاستكثرت منها ، اللّهم إنّا نستعديك على إمشاء أهل الكوفة يشهدون علينا ، وأهل الشام يقتلوننا ، ثمّ مشى إليه هدية بن فيّاض بالسّيف ، فارتعد ، فقالوا : كيف وأنت زعمت أنّك لا تجزع من الموت ، فابرأ من صاحبك وندعك ! فقال : ومالي لا أجزع وأنا بين القبر والكفن والسيف ، وإن جزعت من السيف لا أقول ما يسخط الربِّ ، فقتلوه وقتلوا ستة معه ، وهم : شريك بن شداد ، وصفي بن فضيل ، وقبيصة بن حنيفة ، ومحرز بن شهاب ، وكرام بن حبّان ، ودفنوهم وصلّوا عليهم ، وعبد الرحمن بن حسان العنزي ، وجئ بكريم بن الخثعمي إلى معاوية فطلب منه البراءة من علي ، فسكت واستوهبه سمرة بن عبد الله الخثعمي من معاوية فوهبه له على أن لا يدخل الكوفة ، فنزل إلى الموصل ، ثمّ سأل عبد الرحمن بن حسان عن عليّ ، فأثنى عليه خيراً ، ثمّ عن عثمان ؟ فقال : أول من فتح باب الظلم وغلق باب الحقّ ، فرده إلى زياد ليقتله شرّ قتلة ، فدفنه حياً ، وهو سابع القوم . . " وارجع أيضاً إلى تاريخ الطبري 4 : 206 ، والكامل في التاريخ 3 : 485 ، وفي مصنف عبد الرزاق 5 : 273 قال : " . . أمر معاوية بقتل حجر بن عدي الكندي ، فقال حجر : لا تحلوا عنّي قيداً - أو قال - : حديداً ، وكفنوني بدمي وثيابي " وفي المصنف لابن أبي شيبة الكوفي 3 : 139 قال : " عن ابن سيرين قال : كان إذا سئل عن غسل الشهيد حدث بحديث حجر بن عدي قال : قال حجر بن عدي لمن حضره من أهل بيته : لا تغسلوا عنّي دماً ، ولا تطلقوا عنّي حديداً ، وادفنوني في ثيابي ، فإنّي التقي أنا ومعاوية على الجادة غداً " . وفي الطبقات الكبرى لابن سعد 60 : 219 : " . . فقال معاوية : لا أحب أن أراهم ولكن اعرضوا عليّ كتاب زياد ، فقرئ عليه الكتاب ، وجاء الشهود فشهدوا ، فقال معاوية بن أبي سفيان : أخرجوهم إلى عذراء فاقتلوهم هنالك . . " . وفي تاريخ خليفة بن خياط : 160 في أحداث سنة 51 قال : " فيها قتل معاوية ابن أبي سفيان حجر بن عدي بن الأدبر . . " . وفي تاريخ دمشق 12 : 231 قال : " قال معاوية : ما قتلت أحداً إلاّ وأنا أعرف فيم قتلته وما أردت به ، ما خلا حجر بن عدي فإنّي لا أعرف فيما قتلته " . وفي سير أعلام النبلاء 3 : 137 : " وادعى زياداً أنّه أخوه ، فولاه الكوفة بعد المغيرة ، فكتب إليه في حجر بن عدي وأصحابه ، وحملهم إليه ، فقتلهم بمرج عذراء . . " . وفي السير - أيضاً - 3 : 464 في ترجمة حجر : " . . وأتي به إلى زياد وبأصحابه فقال : ويلك مالك ؟ قال : إنّي على بيعتي لمعاوية ، فجمع زياد سبعين فقال : اكتبوا شهادتكم على حجر وأصحابه ، ثمّ أوفدهم على معاوية ، وبعث بحجر وأصحابه إليه ، فبلغ عائشة الخبر ، فبعثت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام إلى معاوية تسأله أن يخلي سبيلهم ، فقال معاوية : لا أحبّ أن أراهم ، هاتوا كتاب زياد ، فقرئ عليه ، وجاء الشهود ، فقال معاوية : اقتلوهم عند عذراء " . وقال ابن كثير في البداية والنهاية 8 : 57 : " فكتب معاوية إلى زياد كتاباً آخر في أمرهم ، فأشار عليه بقتلهم لمن كان له حاجة في ملك العراق ، فعند ذلك أمر بقتلهم . . " . وفي البداية والنهاية 8 : 58 : " روى ابن جرير : إنّ معاوية جعل يغرغر بالموت وهو يقول : إنّ يومي بك يا حجر بن عدي لطويل . . " . وقد قتل معه في مرج عذراء لأنّهم رفضوا التبرأ من علي ( عليه السلام ) وهم : 1 - الأرقم بن عبد الله الكندي من بني الأرقم . 2 - شريك بن شداد الحضرمي . 3 - صفي بن فسيل . 4 - قبيصة بن ضبيعة بن حرملة العبسي . 5 - كريم بن عفيف الخثعمي . 6 - عاصم بن عوف البجلي . 7 - ورقاء بن سمي البجلي . 8 - كرام بن حبّان . 9 - عبد الرحمن بن حسان العريان . 10 - محرز بن شهاب التميمي . 11 - عتبة بن الأخنس . 12 - سعد بن عمران الهمداني . راجع : البداية والنهاية 8 : 56 ، تاريخ ابن خلدون 3 : 12 ، تاريخ الطبري 4 : 59 .