responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 585


عليه المؤرخون ، قالوا : لما جازت عائشة ماء الحواب ونبحتها كلابها ، تذكرت تحذير زوجها رسول الله ونهيه إياها أن تكون هي صاحبة الجمل ، فبكت وقالت : ردّوني ، ردّوني .
ولكن طلحة والزبير جاءاها بخمسين رجلا جعلوا لهم جعلا ، فأقسموا بالله أن هذا ليس بماء الحوأب ، فواصلت مسيرها حتّى البصرة ، ويذكر المؤرخون أنّها أوّل شهادة زور في الإسلام [1] .
دلّونا أيّها المسلمون يا أصحاب العقول النيّرة على حل لهذا الإشكال ، أهؤلاء هم الصحابة الأجلاّء الذين نحكم نحن بعدالتهم ، ونجعلهم أفضل البشر بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ! فيشهدون شهادة الزور التي عدها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من الكبائر الموبقة التي تقود إلى النار .
ونفس السؤال نفسه يعود دائماً ويتكرر ، أيّهم على الحقّ وأيّهم على الباطل ، فإما أن يكون عليّ ومن معه ظالمين وعلى غير الحقّ ، وإما أن تكون عائشة ومن معها وطلحة والزبير ومن معهم ظالمين وعلى غير الحقّ ، وليس هناك احتمال ثالث .
والباحث المنصف لا أراه إلاّ مائلا لأحقيّة علي الذي يدور الحقّ معه حيث دار [2] ، نابذاً فتنة ( أم المؤمنين عائشة ) وأتباعها الذين أوقدوا نارها ، وما



[1] ذكر المسعودي في مروج الذهب 1 : 647 ، وابن أبي الحديد في شرح النهج 9 : 310 ، أنّ طلحة والزبير فعلوا هذا ، وفي تاريخ اليعقوبي 2 : 79 والطبري 3 : 485 ، والإمامة والسياسة لابن قتيبة 1 : 82 ، والبداية والنهاية 7 : 258 ، وأنساب الاشراف للبلاذري : 224 ، أنّ عبد الله بن الزبير هو الذي جاء بالشهود وحلف أنّه ليس بماء الحوأب .
[2] أخرج أبو يعلى في مسنده 2 : 318 عن أبي سعيد أنّ عليّاً مرّ ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " الحقّ مع ذا الحقّ مع ذا " ، وأخرجه ابن عساكر في تاريخه 42 : 449 ، والمتقي الهندي في كنز العمال 1 : 621 ، والهيثمي في مجمع الزوائد 7 : 235 وقال عنه : " رواه أبو يعلى ورجاله ثقات " . وورد عن علي ( عليه السلام ) قوله : " قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : رحم الله عليّاً ، اللّهم أدر الحقّ معه حيث دار " أخرجه الترمذي في السنن 5 : 297 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 30 : 63 ، وأبو يعلى في مسنده 1 : 419 ، والطبراني في المعجم الأوسط 6 : 95 ، والحاكم في المستدرك 3 : 124 وصححه . وقد صحح الحديث أبو منصور الشافعي في كتابه الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين : 86 ح 24 ، والسيوطي في الجامع الصغير كما ذكر المناوي في فيض القدير 4 : 25 . وأرسله الفخر الرازي إرسال المسلمات فقال في تفسيره 1 / 205 : " ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدى ، والدليل عليه قوله ( عليه السلام ) : اللّهم أدر الحقّ مع علي حيث دار " . وأخرج الخطيب في تاريخ بغداد 14 : 322 بسنده إلى أبي ثابت مولى أبي ذر قال : " دخلت على أُم سلمة فرأيتها تبكي وتذكر عليّاً فقالت : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : علي مع الحقّ والحقّ مع علي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض يوم القيامة " ، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 42 : 449 . وورد عن سعيد بن أبي وقاص قال : إنّي سمعت رسول الله يقول : " علي مع الحقّ والحقّ مع علي حيث كان " . فقال له رجل ( وهو معاوية ) : من سمع ذلك ؟ قال سعد : قاله في بيت أُم سلمة ، فأرسل إلى أُم سلمة فسألها ، فقالت : قد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في بيتي . فقال رجل لسعد : ما كنت عندي قط ألوم منك الآن . فقال : ولم ؟ قال : لو سمعت هذا من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم أزل خادماً لعلي حتّى أموت " مجمع الزوائد للهيثمي 7 : 235 .

585

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 585
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست