والحديث واللغة والنحو والتاريخ ، لعلّه تشيّع هو الآخر كما قال لي أحد المعاندين مرّة عندما أطلعته على كتابه تاريخ الخلفاء ، وهذه هي الدعاية التي يلجأ إليها بعض علمائنا بعدما تعييهم الحيلة . فالطبري عندنا تشيّع ، والنسائي الذي ألف كتاباً في خصائص الإمام علي تشيّع ، وابن قتيبة تشيّع ، وحتى طه حسين من المعاصرين لمّا ألف كتابه الفتنة الكبرى ، وذكر حديث الغدير واعترف بكثير من الحقائق الأخرى فهو أيضاً تشيّع ! ! والحقيقة إنّ كلّ هؤلاء لم يتشيعوا وعندما يتكلّمون عن الشيعة لا يذكرون عنهم إلاّ ما هو مشين ، وهم يدافعون عن عدالة الصحابة بكل ما أمكنهم ، ولكن الذي يذكر فضائل علي بن أبي طالب ، ويعترف بما فعله كبار الصحابة من أخطاء نتهمه بأنّه تشيّع ؟ ! ويكفي أن تقول أمام أحدهم عند ذكر النبي : صلّى الله عليه وآله أو تقول : علي ( عليه السلام ) ، فيقال : إنّك شيعي . وعلى هذا الأساس قلت يوماً لأحد علمائنا وأنا أحاوره : ما رأيك في البخاري ؟ قال : هو من أئمة الحديث ، وكتابه أصح الكتب بعد كتاب الله عندنا ، وقد أجمع على ذلك علماؤنا . فقلت له : إنّه شيعي . فضحك مستهزئاً وقال : حاشى الإمام البخاري أن يكون شيعياً ! ! قلت : أوليس إنك ذكرت بأن كلّ من يقول : علي ( عليه السلام ) فهو شيعي ؟ قال : بلى . فأطلعته ومن حضر معه على صحيح البخاري ، وفي عدّة مواقع عندما