[1] أخذه الأمر من غير مشورة ، وفيهم بقايا الصحابة ذوو الفضيلة . [2] استخلافه بعده ابنه سكيراً خميراً يلبس الحرير ويضرب الطنابير . [3] ادّعاؤه زياداً ، وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " الولد للفراش وللعاهر الحجر " . ( 4 ) قتله حجراً وأصحاب حجر ، فيا ويلا له من حجر ، ويا ويلا له من حجر وأصحاب حجر ( 1 ) . وكان بعض المؤمنين من الصحابة يفرّون من المسجد بعد الفراغ من الصلاة حتّى لا يحضروا الخطبة التي تختم بلعن علي وأهل بيته ، ومن أجل ذلك غيّر بنو أميّة سنّة رسول الله ، وقدّموا الخطبة على الصّلاة حتّى يحضرها الناس ويرغموا بذلك أنوفهم . مرحباً لهؤلاء الصحابة الذين لا يتورّعون عن تغيير سنة الرسول وحتّى أحكام الله للوصول إلى أغراضهم الدنيئة ، وأحقادهم الدفينة ، ومطامعهم الخسيسة ، ويلعنون رجلا أذهب الله عنه الرِّجس وطهّره تطهيراً وأوجب الصلاة عليه كالصلاة على رسوله ، وأوجب الله ورسوله مودّته وحبّه حتّى قال النبي : " حب علي إيمان وبغضه نفاق " ( 2 ) . ولكن هؤلاء الصحابة بدّلوا وغيّروا ، وقالوا : سمعنا وعصينا ، وبدلا من أن يصلّوا عليه ويحبوه ويطيعوه ، شتموه ولعنوه طيلة ستين عاماً ، كما جاء في كتب التاريخ ( 3 ) .
[1] أبو الأعلى المودودي كتاب الخلافة والملك : 106 ، وانظر تاريخ الطبري 4 : 208 ، شرح النهج لابن أبي الحديد 2 : 262 ، والغدير 10 : 225 . [2] صحيح مسلم كتاب الايمان ح 131 ، ونص الحديث : " قال عليّ : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة انّه لعهد النبي الأميّ إليّ أن لا يحبني إلاّ مؤمن ولا يبغضني إلاّ منافق " ، وانظر : سنن النسائي 8 : 117 ، المصنف لابن أبي شيبة 7 : 494 ح 1 ، السنة لابن أبي عاصم : 584 ح 1325 ، صحيح ابن حبان 15 : 367 وغيرها من المصادر . [3] قد أخبر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليّاً بأنّ هنالك الكثير من الصحابة يحملون في صدورهم الغل عليه ، فعن علي بن أبي طالب قال : بينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) آخذ بيدي ونحن نمشي في بعض سكك المدينة إذ أتينا حديقة ، فقلت : يا رسول الله ، ما أحسنها من حديقة ! فقال : إنّ لك في الجنّة أحسن منها . ثُمّ مررنا بأُخرى فقلت : يا رسول الله ، ما أحسنها من حديقة ! قال : لك في الجنّة أحسن منها ! حتّى مررنا بسبع حدائق كُلّ ذلك أقول ما أحسنها ، ويقول : لك في الجنّة أحسن منها . فلمّا خلا لي الطريق اعتنقني ثمّ أجهش باكياً ! قلت : يا رسول الله ، ما يبكيك ؟ ! قال : ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلاّ من بعدي ! قلت : يا رسول الله في سلامة من ديني ؟ قال : في سلامة من دينك " مجمع الزوائد للهيثمي 9 : 118 ، مسند أبي يعلى 1 : 427 ، المعجم الكبير للطبراني 11 : 61 ، كنز العمال للمتقي الهندي 13 : 176 ، الكامل لابن عدي 7 : 173 ، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 12 : 394 ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 322 . ويكفينا ما اعترف به ابن تيمية في عدّة مواضع من كتابه منهاج السنة حيث قال في 6 : 201 " وقد كان من شيعة عثمان من سبّ عليّاً ويجهر بذلك على المنابر وغيرها لأجل القتال الذي كان بينهم وبينه " ، وفي 7 : 137 قال : " انّ كثيراً من الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه ويسبّونه ويقاتلونه . . . " . وقال في 7 : 147 " وقد علم قدح كثير من الصحابة في عليّ " . وقال في 4 : 336 : " فما ظهر من عائشة وجمهور الصحابة وجمهور المسلمين من الملام لعليّ أعظم ممّا ظهر من الملام لعثمان " . وقال الذهبي في ترجمة معاوية بن أبي سفيان في السير 3 : 128 : " وخلف معاوية خلق كثير يحبونه ويتغالون فيه ويفضلونه ، إما قد ملكهم بالكرم والحلم والعطاء ، وإما قد ولدوا في الشام على حبّه ، وتربى أولادهم على ذلك ، وفيهم جماعة يسيرة من الصحابة ، وعدد كثير من التابعين والفضلاء ، وحاربوا معه أهل العراق ، ونشؤوا على النصب ، نعوذ بالله من الهوى " .