حتّى استبطأهم الله وعاتبهم وحذّرهم من قسوة القلوب التي تجرّهم إلى الفسوق ، فلا لوم على المتأخرين من سراة قريش الذين أسلموا في السنة السابعة للهجرة بعد فتح مكّة ! فهذه بعض الأمثلة التي استعرضتها من كتاب الله العزيز ، كافية للدلالة على أنّ الصحابة ليسوا كُلّهم عدول ، كما يقوله أهل السنّة والجماعة [1] . وإذا فتّشنا في أحاديث النبي ( صلى الله عليه وآله ) فسنجد أضعاف الأضعاف من الأمثلة الأخرى ، ولكن توخّياً للاختصار أسوق بعض الأمثلة ، وعلى الباحث أن يتوسّع إذا أراد ذلك .
[1] فالغرض إذاً نقض نظرية ( عدالة جميع الصحابة ) لا الطعن في جميعهم وتفسيقهم - والعياذ بالله - ، وإلاّ فهم كغيرهم من المسلمين إن أحسنوا مُدحوا وإن أساؤوا عوقبوا ، بل الأمر عليهم أشدّ والذنب منهم أشنع من غيرهم وعقابه أكثر ، كيف وقد قال تعالى لأُمهات المؤمنين : ( يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَة مُّبَيِّنَة يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا * وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ للهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً ) ( الأحزاب : 30 - 31 ) فكيف بغيرهنّ ، فكما كانت الحجة أتمّ كان العقاب أو الثواب أكثر .