والمهم أنّ آية الانقلاب تقصد الصحابة مباشرة ، الذين يعيشون معه ( صلى الله عليه وآله ) في المدينة المنورة ، وترمي إلى الانقلاب مباشرة بعد وفاته ( صلى الله عليه وآله ) بدون فصل ، والأحاديث النبوية توضّح ذلك بما لا يدع مجالا للشك ، وسوف نطلّع عليها قريباً إن شاء الله . والتاريخ - أيضاً - خير شاهد على الانقلاب الذي وقع بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ومن يستعرض الأحداث التي وقعت بين الصحابة في صفوفهم ولم ينج منهم إلاّ القليل . 2 - آية الجهاد : قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ * إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْ قَدِيرٌ ) [1] صدق الله العظيم . هذه الآية صريحة أيضا في أنّ الصحابة تثاقلوا عن الجهاد ، واختاروا الركون إلى الحياة الدنيا ، رغم علمهم بأنّها متاع قليل ، حتّى استوجبوا توبيخ الله سبحانه وتهديده إياهم بالعذاب الأليم ، وباستبدالهم بغيرهم من المؤمنين الصادقين .