3 - الصحابة في سرية أُسامة : مجمل هذه القصّة : أنّه ( صلى الله عليه وآله ) جهّز جيشاً لغزو الروم قبل وفاته بيومين ، وأمّر على هذه السرية أسامة بن زيد بن حارثة ، وعمره ثمانية عشر عاماً ، وقد عبأ ( صلى الله عليه وآله ) في هذه السّرية وجوه المهاجرين والأنصار ، كأبي بكر وعمر وأبي عبيدة وغيرهم من كبار الصحابة المشهورين [1] .
[1] قال ابن سعد في الطبقات 2 : 149 ، 4 : 66 : " انّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعث سرية فيهم أبو بكر وعمر فاستعمل عليهم أُسامة " . وقال ابن الأثير في الكامل 2 : 317 في حوادث سنة أحدى عشر : " وأوعب مع أُسامة المهاجرون الأوّلون ، منهم : أبو بكر وعمر " . وقال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 8 : 46 رقم 596 في ترجمة أُسامة : " استعمله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على جيش فيه أبو بكر وعمر " . وقال ابن حجر في فتح الباري 8 : 192 باب 87 " وكان من ندب مع أُسامة كبار المهاجرين والأنصار ، منهم : أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وسعد وسعيد وقتادة ابن النعمان وسلمة بن أسلم " ، ثمّ ردّ على ابن تيمية في انكار كون أبي بكر من الجيش ، وأكّد تواجده فيه نقلا من السيرة لابن إسحاق والمنتظم لابن الجوزي وفي تهذيب الكمال للمزي 2 : 34 ، وتهذيب التهذيب لابن حجر 1 : 182 . وفي السيرة الحلبية 3 : 291 قال : " فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلاّ اشتد لذلك ، منهم أبو بكر وعمر . . . " هذا ولكنّه ذهب في الصفحة الثانية إلى أنّ الرسول استثنى أبا بكر من الجيش للصلاة ، لكن هذا لا يصح فإنّ الرسول ( صلى الله عليه وآله ) لم يأمر أبا بكر بالصلاة ، فكيف وقد أنفذه مع سائر الصحابة . وفي تاريخ الإسلام للذهبي 8 : 714 : " فلم يبق أحد من المهاجرين والأنصار إلاّ انتدب في تلك الغزوة فيهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة " . وفي أنساب الأشراف للبلاذري 2 : 115 : " خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتّى جلس على المنبر ، وكان الناس قد تكلموا في أمره حين أراد توجيههم إلى مؤتة ، فكان أشدّهم قولاً في ذلك عبّاس بن أبي ربيعة . فقال : أيّها الناس ، أنفذوا بعث أُسامة ، فلعمري لئن قلتم في إمرته لقد قلتم في إمرة أبيه من قبله ، ولقد كان أبوه للإمارة خليقاً ، وإنّه لخليق بها . وكان في جيش أُسامة : أبو بكر وعمر ووجوه من المهاجرين والأنصار " . وقال ابن الأثير في أُسد الغابة 1 : 197 : " فإنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) استعمله على جيش وأمره أن يسير إلى الشام أيضاً ، وفيهم عمر بن الخطاب " .