ولنترك قول الشيعة : بأنّ الرسول أراد أن يكتب اسم علي خليفة له ، وتفطّن عمر لذلك فمنعه ، فلعلّهم لا يقنعوننا بهذا الزعم الذي لا يرضينا مبدئيّاً ، ولكن هل نجد تفسيراً معقولا لهذه الحادثة المؤلمة التي أغضبت الرسول حتّى طردهم [1] ، وجعلت ابن عبّاس يبكي حتّى يبلّ دمعه الحصى ويسمّيها أكبر رزيّة . أهل السنة يقولون بأنّ عمر أحسّ بشدّة مرض النبي فأشفق عليه وأراد أن يريحه ! هذا التعليل لا يقبله بسطاء العقول فضلا عن العلماء ، وقد حاولت مراراً
[1] جاء في مسند أحمد 1 : 325 : " فلمّا أكثروا اللغط والاختلاف وغمّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : قوموا عنّي . . . " ، وفي لفظ الطبقات لابن سعد 2 : 244 : " وغمّوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : قوموا عنّي " ، وفي لفظ أنساب الأشراف للبلاذري 2 : 236 : " فغمّ ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأضجره ، وقال : إليكم عنّي ، ولم يكتب شيئاً " .