responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 411


ويدفعني إلى الاحتمال بأنّ عمر بن الخطاب هو الذي أثار بقيّة الحاضرين ، ودفعهم إلى التردد والتخلّف عن أمر الرسول - زيادة على اعترافه بأنّه عمل لذلك أعمالا لم يشأ ذكرها - ما يردده هو في موارد أُخرى قائلا : ما زلت أصوم وأتصدّق وأصلّي وأعتق مخافة كلامي الذي تكلمت به . . . إلى آخر ما هو مأثور عنه في هذه القضية [1] .



[1] مسند أحمد 4 : 325 ، تاريخ الطبري 2 : 280 ، البداية والنهاية 4 : 192 ، عيون الأثر 2 : 120 ، السيرة النبوية لابن كثير 3 : 320 ، السيرة الحلبية 2 : 706 . قد يقول بعض إخواننا أهل السنة : سلّمنا انّ الصحابة فعلوا ما فعلوا لكنّ الله تعالى انزل بعد انصرافهم من الحديبية سورة الفتح وجاء فيها قوله تعالى : ( لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ . . . ) فالله تعالى رضي عنهم وغفر لهم . نقول في الجواب : أولا : هذه الآية ليست ناظرة إلى ما فعلوا من المخالفة لأمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) والتشكيك في صحة كلامه ، بل إنّها ناظرة إلى قضيّة البيعة التي حصلت تحت الشجرة لما وصل إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنّ مشركي مكة قبضوا على عثمان ومن كان معه ، فبايعوا النبي على الموت أو على أن لا يفرّوا ، وقضية الصلح وشك عمر واعتراضه جاءت متأخرة عنها . ثانياً : لقد قال تعالى في سورة الفتح قبل هذه الآية : ( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيماً ) فاشترط تعالى في الأجر والرضى الوفاء وعدم النكث . وفي الدر المنثور للسيوطي 6 : 74 وفتح القدير للشوكاني 5 : 52 : " وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : " ( لقد رضي الله ) . . . فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم قال : انّما نزلت السكينة على من علم منه الوفاء " . إذاً فالآية مقيّدة وليست مطلقة . ثالثاً : إنّي أعتقد أنّ الله تعالى قد غفر تلك الزلّة للصحابة المؤمنين الذين علم منهم الوفاء ، ورضي عنهم ، لكن لا ينقضي عجبي من قول عمر بن الخطاب : " ما زلت أصوم وأتصدق . . . " فإذا كان في قضية الصلح غير مطمئن لقول النبي ( صلى الله عليه وآله ) لما اعترض عليه ، واطمأنّ بقول أبي بكر لما أعاد عليه نفس جواب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، لا أدري لماذا لا يطمئن ولا يسكن لقول الله تعالى حيث وعد أهل الحديبية بالجنة والرضوان ؟ ! هل لكونه لم يكن من المبايعين تحت الشجرة ؟ ! أو لشكّه في شمول كلمة : " المؤمنين " في الآية له ؟ ! أو لأنّه عندما صدرت هذه الجملة من عنده افتقد أبا بكر ليرشده وينزل السكينة والأمان على روعه ، ويقول له : إنّ الله قد رضي عنك فلا داعي لهذا التعب والعناء ، كما أرشده في صلح الحديبية وبعدما قُبض النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وفي مواطن أُخر ؟ ! !

411

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 411
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست