فقال : ( ليذهب عنكم ويطهّركم ) ، فنظر إليّ رافعاً نظّارته وقال : إيّاك وهذه الأفكار المسمومة ، إنّ الشيعة يؤوّلون كلام الله على حسب أهوائهم ، ولهم في عليّ وذريته آيات لا نعرفها ، وعندهم قرآن خاصّ يسمّونه مصحف فاطمة ، فأنا أحذّرك أن يخدعوك . قلت : لا تخف يا سيدي فأنا على حذر وأعرف عنهم الكثير ، ولكني أردت أن أتحقق . قال : من أين أنت ؟ قلت : من تونس . قال : فما اسمك ؟ قلت : التيجاني فضحك مفتخراً ، وقال : هل تدري من هو أحمد التيجاني ؟ قلت : هو شيخ الطريقة . قال : وهو عميل للاستعمار الفرنسي ، وقد تركّز الاستعمار الفرنسي في الجزائر وتونس بإعانته ، وإذا زرت باريس فاذهب للمكتبة القومية واقرأ بنفسك القاموس الفرنسي في باب ( أ ) فسترى أنّ فرنسا أعطت وسام الشرف لأحمد التيجاني الذي قدّم لها خدمات لا تقاس ، فتعجبت من قوله وشكرته وودّعته وانصرفت . بقيت في المدينة أسبوعاً كاملا حيث صلّيت أربعين صلاة وزرت المزارات كلّها ، وكنت دقيق الملاحظة خلال إقامتي هناك ، فلم أزدد من الوهابية إلاّ بعداً ونفوراً ، وارتحلت من المدينة المنورة إلى الأردن حيث التقيت أصدقاءً هناك كنت تعرفت عليهم في ملتقى الحج الذي أشرتُ إليه سابقاً . وبقيت معهم ثلاثة أيام ، ووجدت عندهم حقداً على الشيعة أكثر ممّا عندنا في تونس ، فنفس الروايات ونفس الإشاعات ذاتها ، وليس هناك واحد