ولمّا رأيت في عينيه الشرّ تجنّبته وأنا ساخط على نفسي العاجزة عن نصرة المظلوم ، وعلى السعوديين الذين يفعلون بالناس ما بدا لهم بدون رادع ولا وازع ولا من ينكر عليهم . وكان بعض الزائرين حاضرا فمنهم من حوقل [1] ومنهم من قال : إنّه يستحقّ ذلك لأنه يصلّي حول القبور وهو محرّم ، فلم أتمالك وانفجرت على هذا المتكلّم قائلا : من قال لك بأنّ الصلاة حول القبور حرام ؟ أجابني : قد نهى رسول الله عن ذلك . فقلت بدون وعي : تكذبون على رسول الله ، وخشيت أن يتألّب عليّ الحاضرون أو ينادوا الجندي فيفتك بي ، فتلطّفت قائلا : إذا كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد نهى عن ذلك ، فلماذا يخالف نهيه الملايين من الحجّاج والزوّار ويرتكبون حراماً ، لأنّهم يصلّون حول قبر النبي ، وقبر أبي بكر ، وقبر عمر في المسجد النبوي الشريف ، وفي مساجد المسلمين في كلّ العالم الإسلامي ؟ ! وعلى افتراض أن الصّلاة حول القبور حرام ، أفبهذه الغلظة والشدّة نعالجها أم باللين واللطف ؟ !
[1] حوقل : قال لا حول ولا قوة إلاّ بالله ( المؤلف ) .