وقال أيضاً : ( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ) [1] . وقد قيل : " ابحث عن دينك حتّى يقال عنك مجنون " ، فالبحث والمقارنة واجب شرعي على كلّ مكلّف . بهذا القرار وبهذه العزيمة الصادقة واعدت نفسي وأصدقائي من الشيعة في العراق ، وأنا أودّعهم معانقاً ومتأسّفاً لفراقهم فقد أحببتهم وأحبّوني ، وقد تركت أحبّاء أعزاء مخلصين ضحّوا بأوقاتهم من أجلي لا لشيء كما قالوا لا خوفاً ولا طمعاً ، وإنّما ابتغاء مرضاة الله سبحانه ، فقد ورد في الحديث الشريف " لئن يهد الله بك رجلا واحداً خيرٌ لك ممّا طلعت عليه الشمس " [2] . وغادرت العراق بعد قضاء عشرين يوماً في ربوع الأئمة وشيعتهم ، مرّت كأنّها حلم لذيذ يتمنى النائم أن لا يستيقظ حتّى يستوفيه ، غادرت العراق متأسّفاً على قصر المدّة ، متأسّفاً على فراق الأفئدة التي أهوي إليها ، والقلوب التي تنبض بمحبّة أهل البيت ، وتوجهت للحجاز قاصداً بيت الله الحرام ، وقبر سيد الأوّلين والآخرين صلّى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين .