فكيف يجهل إخواننا الشيعة كلّ هذا أو يتجاهلونه ، ويجعلون من هؤلاء أشخاصاً عاديين ، تميل بهم الأهواء والأطماع الدنيوية عن اتّباع الحقّ ، فيعصون أوامر الرسول بعد وفاته ، وهم الذين كانوا يتسابقون لتنفيذ أوامره ، فيقتلون أولادهم وآباءهم وعشيرتهم في سبيل عزة الإسلام ونصرته ، والذي يقتل أباه وولده طاعةً لله ورسوله لا يمكن أن تغّره أطماع دنيوية زائلة ، هي اعتلاء منصة الخلافة ، فيتجاهل أمر رسول الله ويتركه ظهرياً ! ! نعم ، من أجل كُلّ هذا ما كنت لأصدّق الشيعة في كُلّ ما يقولون ، رغم أنّي اقتنعت بأُمور كثيرة ، وبقيت بين الشك والحيّرة ، الشكّ الذي أدخله علماء الشيعة في عقلي ، لأنّ كلامهم معقول ومنطقي ، والحيّرة التي غمرتني فلم أصدّق أنّ الصحابة رضي الله تعالى عنهم ينزلون إلى هذا المستوى الأخلاقي ، فيصبحون بشراً عاديين مثلنا ، لا تصقلهم أنوار الرسالة ، ولم يهذّبهم الهدى المحمّدي ؟ يا إلهي كيف يكون ذلك ؟ أيمكن أن يكون الصحابة على هذا المستوى الذي يقول به الشيعة ؟ والمهّم هو أنّ هذا الشكّ وهذه الحيّرة هما بداية الوهن ، وبداية الاعتراف بأنّ هناك أموراً مستورة لا بدّ من كشفها للوصول إلى الحقيقة .