جبريل ( عليه السلام ) عندما أرسله الله سبحانه إلى محمّد كان عمر محمّد أربعين سنة ، ولم يكن عليّ إلاّ صبيّاً صغيراً عمره ستّ أو سبع سنوات ، فكيف يا ترى يخطئ جبريل ، ولا يفرق بين محمّد الرجل وعليّ الصبي ؟ ! ثُمّ سكتَ طويلا بينما بقيت أفكر في أقواله وأنا مطرق أحلّل وأتذّوق هذا الحديث المنطقي الذي نفذ إلى أعماقي وأزال غشاوة عن بصري ، وتساءلت في داخلي كيف لم نحلّل نحن بهذا المنطق ؟ ! أضاف ( السيّد الخوئي ) يقول : وأزيدك بأنّ الشيعة هي الفرقة الوحيدة من بين كُلّ الفرق الإسلامية الأُخرى التي تقول بعصمة الأنبياء والأئمة ، فإذا كان أئمتنا سلام الله عليهم معصومين عن الخطأ وهم بشر مثلنا ، فكيف بجبريل وهو ملك مقرّب سمّاه ربّ العزة ب ( الروح الأمين ) . قلت : فمن أين جاءت هذه الدعايات ؟ قال : من أعداء الإسلام الذين يريدون تفريق المسلمين وتمزيقهم وضرب بعضهم ببعض ، وإلاّ فالمسلمون أُخوة سواء كانوا شيعة أم سنة ، فهم يعبدون الله وحده لا يشركون به شيئاً ، وقرآنهم واحد ، ونبيّهم واحد ، وقبلتهم واحدة ، ولا يختلف الشيعة عن السنّة إلاّ في الأُمور الفقهية كما يختلف أئمة المذاهب السنّية أنفسهم فيما بينهم ، فمالك يخالف أبا حنيفة ، وهذا يخالف الشافعي ، وهكذا . قلت : إذاً كلّ ما يحكى عنكم هو محض افتراء ؟ قال : أنت بحمد الله عاقل وتفهم الأمور ، وقد رأيت بلاد الشيعة وتجوّلت في أوساطهم ، فهل رأيت أو سمعت شيئاً من تلك الأكاذيب ؟ قلت : لا لم أسمع ولم أر إلاّ الخير ، وإنّي أحمد الله سبحانه أن عرّفني بالأستاذ منعم في الباخرة ، فهو السبب في مجيئي إلى العراق ، وقد عرفت أشياء كثيرة كنت أجهلها ، فضحك صديقي منعم قائلا : ومنها وجود قبر للإمام علي ،