خرجت وراءه مدهوشاً ، وكأنّني تمنّيت أن يعطوني منها نصيباً ، أو يوزّعوها على الفقراء والمساكين وما أكثرهم هناك . كنت ألتفت في كلّ اتجاه داخل السور الكبير المحيط بالمقام حيث يصلّي جماعات من الناس هنا وهناك ، وينصت آخرون إلى بعض الخطباء الذين اعتلوا منبراً ، وكأنّي سمعت نواح بعضهم في صوت متهدّج . ورأيت جموعاً من الناس يبكون ويلطمون على صدورهم ، وأردت أن أسال صديقي : ما بال هؤلاء يبكون ويلطمون ؟ ومرّت بقربنا جنازة وشاهدت بعضهم يرفع الرّخام في وسط الصحن وينزل الميّت هناك ، فظننت أن بكاء هؤلاء لأجل الميّت العزيز عليهم .