responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 291


تحوّلنا إلى النجف - وهي تبعد عن الكوفة حوالي عشرة كيلومترات - وما أن وصلنا حتّى تذكرت مسجد الكاظمية في بغداد ، فبدت المآذن الذهبيّة تحيط بقبة من الذهب الخالص ، ودخلنا إلى حرم الإمام بعد قراءة الإذن بالدخول ، كما هي عادة الزوّار من الشيعة ، ورأيت هنا أعجب ممّا رأيت هناك في جامع موسى الكاظم ، وكالعادة وقفت أقرأ الفاتحة ، وأنا أشكّ في أنّ هذا القبر يحوي جثمان الإمام عليّ .
وكأني اقتنعت ببساطة ذلك البيت الذي كان يسكنه في الكوفة ، وقلت في نفسي : حاشى للإمام علي أن يرضى بهذه الزخرفة من الذهب والفضّة ، بينما يموت المسلمون جوعاً في شتّى بقاع الدنيا ، وخصوصاً لمّا رأيت فقراء في الطريق يمدّون أيديهم للمارة طلباً للصدقة ، فكان لسان حالي يقول : أيّها الشيعة أنتم مخطئون ، اعترفوا على الأقل بهذا الخطأ ، فالإمام علي هو الذي بعثه رسول الله لتسوية القبور ، فما لهذه القبور المشيّدة بالذهب والفضة ! ! إنّها وإن لم تكن شركاً بالله فهي على الأقل خطأ فادح لا يغفره الإسلام .
وسألني صديقي وهو يمدّ إلي قطعة من الطين اليابس : هل أريد أن أصلّي ، وأجبته في حدّة : نحن لا نصلي حول القبور ! قال : إذاً انتظرني قليلا حتّى أصلّي ركعتين .
وفي انتظاره كنت أقرأ اللوحة المعلقة على الضريح ، وأنظر إلى داخله من خلال القضبان الذهبية المنقوشة ، وإذا به مليء بالأوراق النقدية من كُلّ الألوان من الدرهم والريال إلى الدينار والليرة ، وكُلّها يلقيها الزوار تبرّكاً للمساهمة في المشاريع الخيرية التابعة للمقام ، وظننت لكثرتها أنّ لها شهوراً ، ولكنّ صديقي أعلمني فيما بعد أنّ المسؤولين عن تنظيف المقام يأخذون كلّ ذلك في كُلّ ليلة بعد صلاة العشاء .

291

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست