قالوا : وما الصلاة البتراء يا رسول الله ؟ قال : أن تقولوا اللّهم صلّ على محمّد وتصمتوا ، وأنّ الله كامل ولا يقبل إلاّ الكامل [1] ، ولكل ذلك عرف الصحابة ومن بعدهم التابعون أمر رسول الله فكانوا يصلّون عليه الصلاة الكاملة ، حتّى قال الإمام الشافعي في حقّهم : يا آل بيت رَسولِ الله حُبكُمُ * فَرضُ مَن اللهِ فِي القُرآنِ أَنزلَهُ كَفاكُم مَن عَظيمِ الشأن أنّكُمُ * مَن لَم يُصلّ عَليكم لاَ صَلاة لَهُ [2] كان كلامه يطرق سمعي وينفذ إلى قلبي ، ويجد في نفسي صدىً إيجابياً ، وبالفعل فقد سبق لي أن قرأت مثل هذا في بعض الكتب ، ولكن لا أذكر في أيّ كتاب بالضبط ، واعترفت له بأنّنا عندما نصلّي على النبي نصلّي على آله وصحبه أجمعين ، ولكن لا نفرد عليّاً بالسّلام كما يقول الشيعة . قال : فما رأيك في البخاري ، أهو من الشيعة ؟ قلت : إمام جليل من أئمة أهل السنة والجماعة ، وكتابه أصح الكتب بعد كتاب الله .
[1] قوله ( صلى الله عليه وآله ) : " لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء " ورد مرسلا في عدّة مصادر وبألفاظ مختلفة ، انظر : الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي 2 : 430 ، باب 11 في الآيات الواردة فيهم الآية الثانية ، ينابيع المودة للقندوزي 1 : 37 ، 2 : 434 ، رشفة الصادي للحضرمي : 68 ، القول البديع للسخاوي : 45 الباب الأول وقال : " أخرجه أبو سعيد في شرف المصطفى " جواهر العقدين للسمهودي 2 : 49 ، الغدير للأميني 2 : 426 . [2] نظم درر السمطين : 18 ، سبل الهدى والرشاد 11 : 11 ، ينابيع المودة للقندوزي 2 : 434 ، النصائح الكافية : 224 .