responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 285


- حسناً قلت : لقد قلت ذلك ، والذي أريده منك هو هذا ، أعني استعمال العقل والمنطق والاستدلال بالقرآن الكريم والسنّة الصحيحة ما دمنا مسلمين ، ولو كان الحديث مع يهودي أو نصراني لكان الاستدلال بغير هذا .
- إذاً ، في أيّ كتاب سأعرف الحقيقة ، وكُلّ مؤلف وكُلّ فرقة وكُلّ مذهب يدّعي أنّه على الحقّ ؟ !
- سأعطيك الآن دليلا ملموساً ، لا يختلف فيه المسلمون بشتّى مذاهبهم وفرقهم ومع ذلك فأنت لا تعرفه !
- وقل ربّي زدني علماً .
هل قرأت تفسير الآية الكريمة : ( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) [1] .
فقد أجمع المفسّرون سنّة وشيعة على أنّ الصحابة الذين نزلت فيهم هذه الآية ، جاؤوا إلى رسول الله فقالوا : يا رسول الله ، عرفنا كيف نسلّم عليك ولم نعرف كيف نصلّي عليك ؟
فقال : قولوا : " اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد ، كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين ، إنّك حميد مجيد " [2] ، ولا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء ،



[1] سورة الأحزاب : 56 .
[2] هذا الحديث مجمع عليه ، ورد بألفاظ وأسانيد مختلفة في كتب الحديث والتفسير ، انظر على سبيل المثال ، صحيح البخاري : 4 : 118 ، كتاب الدعوات ، باب الصلاة على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، صحيح مسلم : 2 : 16 ، كتاب الصلاة ، باب الصلاة على النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعد التشهد ، السنن الكبرى للبيهقي 2 : 209 ، كتاب الصلاة ، سنن الدارقطني 1 : 354 ، باب وجوب الصلاة على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، القول البديع للسخاوي : 34 ، الباب الأول ، أخبار أصفهان لأبي نعيم الاصفهاني 1 : 131 ، الشفا للقاضي عياض 2 : 60 ، مجمع الزوائد 2 : 144 ، 10 : 163 ، الدر المنثور للسيوطي 5 : 406 ، ذيل الآية روح المعاني للآلوسي 11 : 254 ، تفسير القرطبي 14 : 150 ، ذيل الآية . قال الباحث السلفي حسن فرحان المالكي في كتابه ( قراءة لمذهب الشيخ محمّد بن عبد الوهاب في التكفير مع نقد تفصيلي لكتاب كشف الشبهات ) في هامش : 38 : " قد يلاحظ بعض الأُخوة أنني غالباً اقتصر في الصلاة على النبي والآل دون الصحابة ، ليس انكاراً لفضلهم ، ولا ملتزماً بذلك ، وإنّما محاولاً التذكير بالنصّ الذي نردده في كلّ تشهد ( اللّهم صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد ) ، فليس في الأحاديث التزام الصلاة على الصحابة كما نفعل اليوم ، اتباعاً لمحدثات بعض السلفية الأُولى ! ! ولم نكتفِ بالصلاة على الصحب حتّى أدخلنا فيها كلمة ( أجمعين ) حتّى يدخل معاوية والوليد وقاتل عمار ! فالتزام هذا والانكار على من اقتصر على الآل للأسف إنّها من البدع المشتهرة عند غلاتنا ، تلك البدع التي إبتدعناها لمعارضة الشيعة ، وهي دليل على رغبة الغلاة هنا من قديم إلاّ يختص أهل البيت بشيء من الخصائص ! ! ولولا أنّ الصلاة على الآل يردده المسلمون في كُلّ تشهد لنسوها مثلما نسوا المنزلة الهارونية وبغي معاوية " . وهذا الكلام يصدق عليه قوله تعالى : ( وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا ) سورة يوسف : 26 ، وعلى بطلان ما يفعلونه من الاقتصار على الصلاة على النبي فقط أو ادخال الصحابة أجمعين عند الصلاة على النبي والآل ، وهي بدعة أحدثوها بدون دليل وبرهان . وقال العلامة الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري في كتابه ( القول المقنع في الرد على الألباني المبتدع ) : 9 - 10 : " وننبه هنا على خطأ وقع من جماهير المسلمين ، قلد فيه بعضهم بعضاً ، ولم يتفطن له إلاّ الشيعة : ذلك أنّ الناس حين يصلون على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يذكرون معه أصحابه ، مع أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حين سأله الصحابة فقالوا : كيف نصلي عليك ؟ أجابهم بقوله : " قولوا اللّهم صلِ على محمّد وآل محمّد " ، وفي رواية : " اللّهم صلِّ على محمّد وأزواجه وذريته " ، ولم يأتِ في شيء من طرق الحديث ذكر أصحابه ، مع كثرة الطرق وبلوغها حد التواتر ، فذكر الصحابة في الصلاة على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) زيادة على ما علَّمه الشارع ، واستدراك عليه ، وهو لا يجوز . وأيضاً فانّ الصلاة حقّ للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولآله ، لا دخل للصحابة فيها ، لكن يترضى عنهم . وروى مالك حديث أبي حميد الساعدي أنّهم قالوا : يا رسول الله كيف نصلّي عليك ؟ فقال : " قولوا اللّهم صلِّ على محمّد وأزواجه وذريته كما صلّيت على آل إبراهيم " .

285

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 285
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست