فهم يقولون بعصمته ( صلى الله عليه وآله ) في كلّ شيء قبل البعثة وبعدها ، بينما نقول نحن أهل السنّة والجماعة بأنّه معصوم في تبليغ القرآن فقط ، وما عدا ذلك فهو بشر يخطئ كغيره ، وكثيراً ما نستدلّ على ذلك بخطئه ( صلى الله عليه وآله ) وتصويب بعض الصحابة رأيهُ ، ولنا في ذلك أمثلة متعدّدة ، بينما يرفض الشيعة أن يكون رسول الله يخطئ ويصيب غيره ، فكيف أصدق بعد هذا أنّهم يكرهون رسول الله . . كيف ؟ ! وتحدّثت يوماً مع صديقي ورجوته وأقسمت عليه أن يجيبني بصراحة ، وكان الحوار التالي : أنتم تنزلون علياً رضي الله عنه وكرم الله وجهه منزلة الأنبياء ، لأنّي ما سمعت أحداً منكم يذكره إلاّ ويقول : ( عليه السلام ) . - فعلا نحن عندما نذكر أمير المؤمنين أو أحد الأئمة من بنيه نقول : ( عليه السلام ) ، فهذا لا يعني أنّهم أنبياء ، ولكنهم ذريّة الرسول وعترته الذين أمرنا الله بالصّلاة عليهم في محكم تنزيله ، وعلى هذا يجوز أن نقول : عليهم الصلاة والسّلام أيضاً . - لا يا أخي نحن لا نعترف بالصّلاة والسلام إلاّ على رسول الله والأنبياء الذين سبقوه ، ولا دخل لعلي وأولاده في ذلك رضي الله عنهم . - أنا أطلب منك وأرجوك أن تقرأ كثيراً حتّى تعرف الحقيقة . - أيّ الكتب أقرأ يا أخي ؟ ألست أنت الذي قلت لي بأنّ كتب أحمد أمين ليست حجّة على الشيعة ، كذلك كتب الشيعة ليست حجّة علينا ولا نعتمد عليها ، ألا ترى أن كتب النّصارى التي يعتمدونها تذكر أنّ عيسى ( عليه السلام ) قال : " إنّي ابن الله " ! في حين أن القرآن الكريم - وهو أصدق القائلين - يقول على لسان عيسى بن مريم : ( مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ) [1] ؟ !