ذهبنا بعد الفطور إلى باب الشيخ ، ورأيت المقام الذي طالما تمنّيت زيارته ، وهرولت كأنّي مشتاق لرؤيته ، ودخلت أتلهف كأنّي سوف أرتمي في أحضانه ، وصديقي يتبعني أينما رحت . واختلطت بالزوّار الذين يتراكمون على المقام تراكم الحجّاج على بيت الله الحرام ، ومنهم من يلقي قبضات من الحلوى والزوّار يتسابقون لالتقاطها ، وأسرعت لأخذ منها أكلت إحداها على الفور للبركة ، وخبأت الأخرى في جيبي للذكرى . صلّيت هناك ودعوت بما تيسّر لي وشربت الماء وكأنّي أشرب من ماء زمزم ، ورجوت صديقي أن ينتظرني ريثما أكتب إلى أصدقائي في تونس بعض البطاقات البريدية التي اشتريتها من هناك ، وتمثّل كُلّها صورة مقام الشيخ عبد القادر بالقبة الخضراء ، وأردت بذلك أن أبرهن لأصدقائي وأقاربي في تونس عن علوّ همّتي التي أوصلتني لذلك المقام الذي لم يصلوا إليه .