responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 249


عبد القادر الجيلاني [1] وموسى الكاظم [2]



[1] الشيخ عبد القادر الجيلاني : ترجمه غير واحد ، قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 30 : 439 : " الشيخ عبد القادر : الشيخ الإمام العالم الزاهد العارف القدوة ، شيخ الاسلام ، علم الأولياء محيي الدين ، أبو محمّد ، عبد القادر بن أبي صالح بن عبد الله بن جنكي دوست الجيلي الحنبلي ، شيخ بغداد . مولده بجيلان في سنة إحدى وسبعين وأربعمائة . وقدم بغداد شاباً ، فتفقه على أبي سعيد المخرمي ، وسمع من : أبي غالب الباقلاني ، وأحمد بن المظفر بن سوس ، وأبي القاسم بن بيان ، وجعفر بن أحمد السراج ، وأبي سعد بن خشيش وأبي طالب اليوسفي ، وطائفة . حدث عنه : السمعاني ، وعمر بن علي القرشي ، والحافظ عبد الغني ، والشيخ موفق الدين بن قدامة . قال السمعاني : كان عبد القادر من أهل جيلان ، إمام الحنابلة وشيخهم في عصره ، فقيه صالح دين خير ، كثير الذكر ، دائم الفكر ، سريع الدمعة ، تفقه على المخرمي ، وصحب الشيخ حماد الدباس ، وكان يسكن بباب الأزج في مدرسة بنيت له ، مضينا لزيارته ، فخرج وقعد بين أصحابه ، وختموا القرآن ، فألقى درساً ما فهمت منه شيئاً . وأعجب من ذا أن أصحابه قاموا وأعادوا الدرس ، فلعلهم فهموا لا لفهم بكلامه وعبارته . قال ابن الجوزي : كان أبو سعيد المخرمي قد بنى مدرسة لطيفة بباب الأزج ، ففوضت إلى عبد القادر ، وكان له سمت وصمت ، وضاقت المدرسة بالناس ، فكان يجلس عند سور بغداد مستنداً إلى الرباط ويتوب عنده في المجلس خلق كثير ، فعمرت المدرسة ، ووسعت ، وتعصب في ذلك العوام ، وأقام فيها يدرس ويعظ إلى أن توفي . . " . ثُمّ أخذ ينقل كرامات عبد القادر الجيلاني فقال : " . . . سمعت أبا البقاء النحوي قال : حضرت مجلس الشيخ عبد القادر ، فقرؤوا بين يديه بالألحان ، فقلت في نفسي : ترى لأي شيء ما ينكر الشيخ هذا ؟ فقال : يجيء واحد قد قرأ أبواباً من الفقه ينكر . فقلت في نفسي : لعل أنه قصد غيري ! فقال : إياك نعني بالقول ، فتبت في نفسي من اعتراضي . فقال : قد قبل الله توبتك ! وسمعت الإمام أبا العبّاس أحمد بن عبد الحليم ، سمعت الشيخ عز الدين الفاروثي ، سمعت شيخنا شهاب الدين السهروردي يقول : عزمت على الاشتغال بأصُول الدين ، فقلت في نفسي : استشير الشيخ عبد القادر ، فأتيته ، فقال قبل أن أنطق : يا عمر ، ما هو من عدة القبر ، يا عمر ، ما هو من عدة القبر . قال شيخنا الحافظ أبو الحسين علي بن محمّد : سمعت الشيخ عبد العزيز بن عبد السّلام الفقيه الشافعي يقول : ما نقلت إلينا كرامات أحد بالتواتر إلاّ الشيخ عبد القادر . فقيل له : هذا مع اعتقاده ، فكيف هذا ؟ فقال : لازم المذهب ليس بمذهب . قال ابن النجار : كتب إليّ عبد الله بن أبي الحسن الجبائي قال : قال لي الشيخ عبد القادر : كنت في الصحراء أكرر في الفقه وأنا في فاقة ، فقال لي قائل لم أرَ شخصه : اقترض ما تستعين به على طلب الفقه . فقلت : كيف اقترض وأنا فقير ولا وفاء لي ؟ قال : اقترض وعلينا الوفاء . فأتيت بقالاً فقلت : تعاملني بشرط إذا سهل الله أعطيتك وإن مت تجعلني في حل ، تعطيني كُلّ يوم رغيفاً ورشاداً . فبكى وقال : أنا بحكمك . فأخذت منه مدة ، فضاق صدري ، فأظن أنّه قال : فقيل لي : امض إلى موضع كذا ، فأي شيء رأيت على الدكة فخذه وادفعه للبقال ، فلمّا جئت رأيت قطعة ذهب كبيرة ، فأعطيتها البقلي . ولحقني الجنون مرة ، وحملت إلى المارستان ، فطرقتني الأحوال حتّى حسبوا أني ميت ، وجاؤوا بالكفن ، وجعلوني على المغتسل ، ثُمّ سرى عني ، وقمت ، ثُمّ وقع في نفسي أن أخرج من بغداد لكثرة الفتن ، فخرجت إلى باب الحلة ، فقال لي قائل : إلى أين تمشي ؟ ودفعني دفعة خررت منها . وقال : ارجع فانّ للناس فيك منفعة . قلت : أريد سلامة ديني . قال : لك ذاك - ولم أرَ شخصه - ثُمّ بعد ذلك طرقتني الأحوال فكنت أتمنى من يكشفها لي ، فاجتزت بالظرفية ، ففتح رجل داره ، وقال : يا عبد القادر ، أيش طلبت البارحة ، فنسيت ، فسكت فاغتاظ ، ودفع الباب في وجهي دفعة عظيمة ، فلما مشينا ذكرت ، فرجعت أطلب الباب ، فلم أجده ، قال : وكان حماداً الدباس ، ثُمّ عرفته بعد ، وكشف لي جميع ما كان يشكل عليّ . ثُمّ بعد مدّة قدم رجل من همذان يقال له : يوسف الهمذاني ، وكان يقال : إنّه القطب ، ونزل في رباط ، فمشيت إليه ، فلم أره . وقيل لي : هو في السرداب ، فنزلت إليه ، فلمّا رآني قام وأجلسني ، ففرشني ، وذكر لي جميع أحوالي ، وحل لي المشكل علي . . " . وارجع إلى ترجمته في ذيل طبقات الحنابلة 3 : 290 . والملاحظ أنّ الحنابلة المتأخرين يتهمون غيرهم بالغلو في أوليائه وصالحية ، بينما إذا رجعنا إليهم نجدهم أشدّ مغالاة في شيوخهم وصالحيهم من غيرهم ، فهم يغالون في أبى بكر وعمر وعثمان وعائشة ، وكذلك يغالون في علمائهم كعبد القادر وابن تيمية وغيرهم لأنهم من الحنابلة ، ويطرونهم أيما إطراء ، ويسمونهم بهالة عظيمة تعجب إذا رأيتها ، لأنّهم محسوبون على الحنابلة ، ومع ذلك كُلّه ينكرون على غيرهم إذا ذكر مناقب أئمته أو صالحية ويتهموهم بالغلو والافراط . . وهذه سمتهم دائماً ، يكيلون بمكيالين ، ويزنون الأُمور بميزانين ، ولا تعجب من مغالهم ، فقد ذكر علماءهم أنّ الذي ليس بحنبلي فليس بمسلم - تذكرة الحفاظ 3 : 1186 ، تاريخ الاسلام للذهبي 29 : 304 وغيرها من المصادر - وعليه يجوز لهم الكلام على غيرهم لأنّهم خارجين عن ملّة الاسلام ، فإذا فسقوهم ورموهم بالغلو فهذا نغمة كبرى ; لأنهّم يكفرون غيرهم ، فهم كفرة بنظرهم .
[2] هو الإمام موسى بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) . أُمّه حميدة البربرية ، ويقال لها حميدة المُصفّاة ( إعلام الورى للطبرسي 2 : 6 ) ، كانت من خيار النِّساء ، وقد مدحها الإمام الصادق ( عليه السلام ) بكلمات تكشف عن عظمتها وسمُوّ قدرها فقال : " حميدة مُصفّاة من الأدناس كسبيكة الذهب ، ما زالت الأملاك تحرسها حتّى أدّيَت إليّ كرامةً من الله لي والحُجّة من بعدي " أصول الكافي للكليني 1 : 550 . ولد ( عليه السلام ) بالأبواء ( الأبواء : بلدة بين مكة والمدينة فيها توفيت ودفنت آمنة بنت وهب أمّ الرسول الكريم ) لسبع خلوْن من صفر سنة ثمان وعشرين ومائة ( إعلام الورى للطبرسي 2 : 6 ) . كنيته أبو الحسن ، وهو أبو الحسن الأوّل ، وأبو إبراهيم ، وأبو علي ، ويعرف بالعبد الصالح والكاظم ( عليه السلام ) المصدر السابق . تسلّم إمامة المسلمين بعد وفاة أبيه الصادق ( عليه السلام ) في سنة 148 ه‌ وكان له من العمر عشرون سنة . عاصر في أيّام إمامته أربعةً من الخلفاء العباسيين وهم : أبو جعفر المنصور ، ثُمّ ابنه محمّد المعروف بالمهدي ، ثُمّ ابنه موسى المعروف بالهادي ، ثُمّ أخوه هارون بن المهدي المُلقّب بالرشيد . عاش الإمام ( عليه السلام ) مدةً مديدةً من حياته في ظلمات السجون ، فقد سجنه المهدي العبّاسي ثُمّ أطلقه ، ولما آلت النوبة إلى حكم هارون الرشيد عاد معتقلاً الإمام ، وآخذاً ينقله من سجن إلى سجن حتّى استشهد ( عليه السلام ) في سجن السندي بن شاهك في بغداد . كانت شهادته ( عليه السلام ) في الخامس والعشرين من شهر رجب لسنة مائة وثلاث وثمانين للهجرة ( 183 ه‌ ) ( المصدر السابق ) . دفن ( عليه السلام ) في المقبرة المعروفة بمقابر قريش ( المصدر السابق ) والمعروفة اليوم بالكاظمية . الإمام في كلمات علماء وأعلام أهل السنّة : إليك قارئي الكريم جانباً من كلمات علماء وأعلام أهل السنة وهي تشيد بمقام الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) : 1 - الإمام الشافعي ( ت : 204 ه‌ ) : قال في تحفة العالم : " قبر موسى الكاظم الترياق المجرب " ( أئمتنا لمحمد علي دخيل 2 : 65 ) . يريد إجابة الدعاء عنده . 2 - الإمام أحمد بن حنبل ( ت : 241 ه‌ ) : علّق الإمام أحمد بن حنبل على سند فيه الإمام علي الرضا عن أبيه موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمّد الباقر عن أبيه علي زين العابدين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عن الرسول الأكرم صلوات الله عليهم أجمعين قائلاً : " لو قرأت هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنته " ( الصواعق المحرقة : 310 ) . 3 - الحسن بن إبراهيم ، أبو علي الخلال شيخ الحنابلة ( من علماء القرن الثالث الهجري ) : قال : " ما همّني أمرٌ ، فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسّلت به إلا سهّلَ الله تعالى لي ما أُحِبُّ " نقل قوله الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد : 1 : 120 ، المنتظم 9 : 89 . 4 - أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ( ت : 250 ه‌ ) : ذكر الإمام الكاظم ( عليه السلام ) في رسائله عند مدحه لعشرة من الأئمة في كلام واحد عند ذكره الرد على ما فخرت به بنو أمية على بني هاشم فقال : " ومنِ الذي يُعَدُّ مِنْ قريش ما يَعُدّه الطالبيون عَشَرة في نسق ، كلّ واحد منهم عالم زاهد ناسك شجاع جواد طاهر زاكِ ، فمنهم خلفاء ، ومنهم مُرشّحون : ابن ابن . . . هكذا إلى عشرة ، وهم الحسن ] العسكري [ بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي ( عليهم السلام ) ، وهذا لم يتفق لبيت من بيوت العرب ولا من بُيوت العجم " رسائل الجاحظ : 106 . 5 - محمّد بن إدريس بن المنذر ، أبو حاتم الرازي ( ت : 277 ه‌ ) : قال في حق الإمام أنّه : " ثقةٌ صدوق ، إمامٌ مِن أئمة المسلمين " الجرح والتعديل : 8 : 138 ، سير أعلام النبلاء : 6 : 280 ، تهذيب التهذيب : 8 : 393 . 6 - ابن أبي حاتم الرازي ( ت : 327 ه‌ ) : قال : " صدوقٌ إمام " ميزان الاعتدال : 4 : 201 كما نقل الخطيب البغدادي نصّ قول أبيه المتقدم مقراً به الجرح والتعديل 8 : 139 . 7 - الخطيب البغدادي ( ت : 463 ه‌ ) : قال في تاريخ بغداد : " أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي ، حدثني جدي قال : كان موسى بن جعفر يدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده ، روى أصحابنا أنّه دخل مسجد رسول الله فسجد سجدة في أوّل الليل ، وسمع وهو يقول في سجوده : عظم الذنب عندي فليحسن العفو عندك ، يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة ، فجعل يرددها حتّى أصبح ، وكان سخياً كريماً ، وكان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه بصرّة فيها ألف دينار ، وكان يصرّ الصرر ثلاثمائة دينار ، وأربعمائة دينار ومائتي دينار ، ثُمّ يقسّمها بالمدينة ، وكان مثل صرر موسى بن جعفر إذا جاءت الإنسان الصرّة فقد استغنى " ثُمّ ذكر أخباراً في مدحه والثناء عليه . تاريخ بغداد : 13 : 27 . 8 - عبد الكريم بن محمّد السمعاني ( ت : 562 ه‌ ) : قال في الأنساب : " وهو موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب . . . ومشهده ببغداد مشهور يزار . . . زرته غير مرّة مع ابنه محمّد ابن الرضا علي بن موسى " ( أنساب السمعاني 5 : 405 ) . 9 - أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ( ت : 597 ه‌ ) : قال في كتابه صفة الصفوة : " كان يُدعى العبد الصالح لأجل عبادته واجتهاده وقيامه بالليل ، وكان كريماً حليماً إذا بلغه عن رجل يؤذيه بعث إليه بمال " ثُمّ إنّه ذكر ابن الجوزي منقبة ظاهرةً من مناقبه وفضيلة رائعة من جميل فضائله ، وهو ما جرى مع شقيق البلخي في طريقه إلى الحج ، وما شاهده من الإمام ( عليه السلام ) ، حيث إنّ الإمام نطق بما في نفسه مرتين ، كما أنه شاهد كيف أن البئر قد ارتفع ماؤها بدعاء الإمام ، وارتفعت على إثر ذلك ركوته التي سقطت من يده في أعماق البئر ، ثُمّ إنّ شقيقاً طلب من الإمام أن يطعمه فناوله الركوة فشرب منها وإذا سويق وسكر ما شرب قط ألذّ منه ولا أطيب ريحاً منه ، فشبع ورَوي ، وأقام أياماً لا يشتهي طعاماً ولا شراباً . . . والقصة مفصلة في الكتاب المذكور فَمَن شاء فليراجع . كما أنّ ابن الجوزي ترجم الإمام في كتابه المنتظم 9 : 87 ومدحه بكلمات قريبة من النصّ المتقدم . 10 - الفخر الرازي ( ت : 604 ه‌ ) : قال عند تفسيره لمعنى الكوثر : " والقول الثالث : الكوثر أولاده . . . فالمعنى أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان ، فانظر كم قُتل من أهل البيت ثُم العالم ممتلئ منهم ، ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يعبأ به ، ثُمّ انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا ( عليهم السلام ) . . . " تفسير الفخر الرازي : مجلد 16 ، ج 32 / 125 . 11 - ابن الأثير الجزري ( ت : 630 ه‌ ) : قال في كتابه الكامل في التاريخ : 6 : 14 " وكان يلقّب بالكاظم لأنه كان يحسن إلى من يُسيء إليه ، كان هذا عادته أبداً " . 12 - العارف الشيخ محيي الدين محمّد بن علي المعروف بابن عربي ( ت : 638 ه‌ ) : قال في " المناقب " المطبوع بآخر " وسيلة الخادم إلى المخدوم " للشيخ فضل الله الأصبهاني : 296 " وعلى شجرة الطور ، والكتاب المسطور ، والبيت المعمور ، والسقف المرفوع ، والسر المستور ، والرق المنشور ، والبحر المسجور ، وآية النور ، كليم أيمن الإمامة ، منشأ الشرف والكرامة ، نور مصباح الأرواح ، جلاء زجاجة الأشباح ، ماء التخمير الأربعيني ، غاية معارج اليقيني ، إكسير فلزات العرفاء ، معيار نقود الأصفياء ، مركز الأئمة العلوية ، محور فلك المصطفوية ، الآمر للصور والأشكال بقبول الاصطبار والانتقال ، النور الأنور أبي إبراهيم ، موسى بن جعفر عليه صلوات الله الملك الأكبر " شرح إحقاق الحق 28 : 570 . 13 - محمّد بن طلحة الشافعي ( ت : 652 ه‌ ) : قال في كتابه مطالب السؤول في مناقب آل الرسول : 2 : 120 " هو الإمام الكبير القدر ، العظيم الشأن ، الكبير المجتهد الجاد في الاجتهاد ، المشهور بالعبادة ، المواظب على الطاعات ، المشهود له بالكرامات ، يبيت الليل ساجداً وقائماً ، ويقطع النهار متصدقاً وصائماً ، ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دعي كاظماً ، كان يُجازي المسئ بإحسانه إليه ، ويقابل الجاني بعفوه عنه ، ولكثرة عبادته كان يُسمّى بالعبد الصالح ، ويعرف بالعراق باب الحوائج إلى الله لنجح مطالب المتوسلين إلى الله تعالى به ، كرامته تحار منها العقول ، وتقضي بأن له عند الله تعالى قدم صدق لا تزل ولا تزول . . . وأما مناقبه فكثيرة ولو لم يكن منها إلاّ العناية الربانية لكفاه ذلك منقبة " ، ثُمّ ذكر بعض مناقبه ومنها قصة شقيق البلخي المتقدمة الذكر . 14 - سبط ابن الجوزي ( ت : 654 ه‌ ) : قال في كتابه تذكرة الخواص : 312 " وكان موسى جواداً حليماً وإنمّا سمّي الكاظم لأنّه كان إذا بلغه عن أحد شيء بعث إليه بمال " ، وذكر بإسناده إلى شقيق البلخي القصة المشار إليها فيما سبق . 15 - ابن أبي الحديد المعتزلي ( ت : 655 ه‌ ) : نقل ما تقدم من كلام الجاحظ في شرح نهج البلاغة 15 : 278 مقرّاً له عليه بدلالة قوله في أوّل البحث " ونحن نذكر ما أجاب به أبو عثمان عن كلامهم ونضيف إليه من قبلنا أموراً لم يذكرها فنقول . . . " . كما أنه قال عن الإمام في نفس الفصل : " ومن رجالنا موسى بن جعفر بن محمّد - وهو العبد الصالح - جمع من الفقه والدين والنسك والحلم والصبر " . 16 - ابن الساعي ( ت : 674 ه‌ ) : قال في مختصر الخلفاء : 39 " أما الإمام الكاظم فهو صاحب الشأن العظيم ، والفخر الجسيم ، كثير التهجد ، الجاد في الاجتهاد ، المشهود له بالكرامات ، المشهور بالعبادات ، المواظب على الطاعات ، يبيت الليل ساجداً وقائماً ، ويقطع النهار متصدقاً وصائماً ، ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه كان كاظماً ، يجازي المسئ بإحسانه إليه ، ويقابل الجاني بعفوه عنه ، ولكثرة عبادته يسمّى بالعبد الصالح ، ويعرف بالعراق بباب الحوائج إلى الله لنجح المتوسلين إلى الله تعالى به ، كراماته تحار منها العقول ، وتقضي بأن له قدم صدق عند الله لا تزول " ، نقلاً عن حياة الإمام موسى بن جعفر لباقر شريف القرشي 1 : 166 . 17 - ابن خلّكان ( ت : 681 ه‌ ) : قال في كتابه وفيات الأعيان 4 : 43 ] هو [ " أحد الأئمة الاثني عشر ، رضي الله عنهم أجمعين " نقل ما تقدم ذكره من قول الخطيب البغدادي من دون تعليق عليه . 18 - أبو الحجاج يوسف المزي ( ت : 742 ه‌ ) : ذكر في كتابه تهذيب الكمال 29 : 43 نصّ قول أبي حاتم المتقدم ، كما أنّه اقتصر على ذكر أخبار عديدة في مدح الإمام والثناء عليه . 19 - شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي ( ت : 748 ) : قال في سير أعلام النبلاء 6 : 270 " الإمام القدوة ، السيد أبو الحسن العلوي ، والد الإمام علي بن موسى الرضا ، مدني ، نزل بغداد " . وقد نقل قول أبي حاتم المتقدم في أنّ الإمام : " ثقة صدوق إمام من أئمة المسلمين " من دون أي تعليق عليه . وقد ترجم له أيضاً في تاريخ الإسلام حوادث ووفيات 181 - 190 ه‌ : 417 وقال عنه : " وكان صالحاً ، عالماً عابداً ، متألهاً . . . " . 20 - اليافعي اليمني المكّي ( ت : 768 ه‌ ) : قال في كتابه مرآة الجنان : 1 : 305 " وفيها ] أي سنة 183 ه‌ [ توفي السيد أبو الحسن موسى الكاظم ولد جعفر الصادق ، كان صالحاً عابداً جواداً حليماً كبير القدر ، وهو أحد الأئمة الاثني عشر على اعتقاد الإمامية ، وكان يُدعى بالعبد الصالح من عبادته واجتهاده ، وكان سخياً كريماً . كان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه بصُرّة فيها ألف دينار . . . " . 21 - أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي ( ت : 774 ه‌ ) : قال في البداية والنهاية 10 : 197 " وكان كثير العبادة والمروءة ، إذا بلغه عن أحد أنّه يؤذيه أرسل إليه بالذهب والتّحف . . . وأهدى له مرّة عبد عصيدة فاشتراه واشترى المزرعة التي هو فيها بألف دينار وأعتقه ووهب المزرعة له . . . " . 22 - محمّد خواجة البخاري ( ت : 822 ه‌ ) : قال في كتابه فصل الخطاب : " ومن أئمة أهل البيت أبو الحسن موسى الكاظم ابن جعفر الصادق - رضي الله عنهما - . . . وكان ( رضي الله عنه ) صالحاً عابداً جواداً حليماً كبير القدر كثير العلم كان يُدعى بالعبد الصالح ، وفي كل يوم يسجد لله سجدة طويلة بعد ارتفاع الشمس إلى الزوال . . . " نقلاً عن ينابيع المودة : 459 . 23 - ابن حجر العسقلاني ( ت : 852 ه‌ ) : نقل في كتابه تهذيب التهذيب 8 : 393 نصّ قول أبي حاتم المتقدّم ، كما ذكر قول يحيى بن الحسن بن جعفر النسابة : " كان موسى بن جعفر يُدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده " . وبعد أن نقل تاريخ وفاته قال : " ومناقبه كثيرة " . 24 - ابن الصبّاغ المالكي ( ت : 855 ه‌ ) : نقل في كتابه الفصول المهمة : 221 قول بعض أهل العلم قائلاً : " قال بعض أهل العلم : الكاظم هو الإمام الكبير القدر ، والأوحد الحجّة الحبر ، الساهر ليله قائماً القاطع نهاره صائماً ، المسمى لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين كاظماً ، وهو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج إلى الله وذلك لنجح قضاء حوائج المسلمين " وقال في موضع آخر : " وأما مناقبه وكراماته الظاهرة وفضائله وصفاته الباهرة فتشهد له بأنّه قبة الشرف وعلاها وسما إلى أوج المزايا فبلغ أعلاها وذللت له كواهل السيادة وامتطاها ، وحكم في غنائم المجد فاختار صفاياها فاصطفاها . . . " . 25 - جمال الدين يوسف بن تغري بردي الأتابكي ( ت : 874 ه‌ ) : قال في كتابه النجوم الزاهرة : 2 : 112 " وفيها ] سنة 183 [ توفي موسى الكاظم ابن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن السيد الحسين بن علي بن أبي طالب ( رضي الله عنهم أجمعين ) . كان موسى المذكور يدعى بالعبد الصالح لعبادته وبالكاظم لعلمه . ولد بالمدينة سنة ثمان أو تسع وعشرين ومائة وكان سيداً عالماً فاضلاً سَنِياً جواداً ، ممدوحاً مجاب الدعوة " . 26 - أحمد بن عبد الله الخزرجي ( ت بعد 923 ه‌ ) : نقل في كتابه خلاصة تذهيب تهذيب الكمال : 3 : 63 نصّ قول أبي حاتم المتقدّم من دون أي تعليق عليه مما يدل على قبوله وإمضائه له . 27 - عبد الوهاب الشعراني ( ت : 973 ه‌ ) : قال في طبقاته : 1 : 55 " أحد الأئمة الاثني عشر ، وهو ابن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم أجمعين - . . . كان يكنّى ب‌ ( العبد الصالح ) لكثرة عبادته واجتهاده وقيامه بالليل ، وكان إذا بلغه عن أحد يؤذيه يبعث إليه بمال " . 28 - ابن حجر الهيتمي ( ت : 974 ه‌ ) : قال في الصواعق المحرقة : 307 " موسى الكاظم : وهو وارثه ] أي جعفر الصادق [ علماً ومعرفة وكمالاً وفضلاً ، سُمّيَ الكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه ، وكان معروفاً عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله ، وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم . . . ومن بديع كراماته : ما حكاه ابن الجوزي والرامهرمزي وغيرهما عن شقيق البلخي . . . " . 29 - أحمد بن يوسف القرماني ( ت : 1019 ه‌ ) : قال في كتابه أخبار الدول : 1 : 337 " هو الإمام الكبير القدر ، الأوحد ، الحجة ، الساهر ليله قائماً ، القاطع نهاره صائماً ، المُسمّى لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين كاظماً ، وهو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج ، لأنّه ما خاب المتوسل به في قضاء حاجة قط . . . وكان له كرامات ظاهرة ومناقب باهرة ، اقترع قمّة الشرف وعلاها ، وسما إلى أوج المزايا فبلغ عُلاها فمن ذلك ما ذكره ابن الجوزي في كتابه " مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن " عن شقيق البلخي قال : . . . " وذكر قصة شقيق التي تقدمت الإشارة إليها . 30 - ابن العماد الحنبلي ( ت : 1089 ه‌ ) : قال في شذرات الذهب : 1 : 486 " وفيها ] سنة 183 ه‌ توفي [ السيّد الجليل أبو الحسن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ووالد علي بن موسى الرضا . ولد سنة ثمان وعشرين ومائة . روى عن أبيه ، قال أبو حاتم : ثقة إمام من أئمة المسلمين وقال غيره : كان صالحاً عابداً ، جواداً حليماً ، كبير القدر . بلغه عن رَجُل الأذى له فبعث إليه بألف دينار . . . " . 31 - عبد الله الشبراوي ( ت : 1171 ه‌ ) : قال في الإتحاف بحب الأشراف : 148 " كان من العظماء الأسخياء ، وكان والده جعفر يحبه حباً شديداً . . . " ثُمّ تحدث عن الإمام ونقل بعض كلامه . 32 - الحسن بن عبد الله البخشي ( ت : 1190 ه‌ ) : قال في كتابه النور الجلي في نسب النبي : " وهو الإمام الكبير القدر ، والكثير الخير ، كان ( رضي الله عنه ) يسهر ليله ويصوم نهاره ، وسمي كاظماً لفرط تجاوزه عن المعتدين ، وهو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج ، لأنه ما خاب المتوسل به في قضاء حاجته قط ، وكانت له كرامات ظاهرة ومناقب باهرة ، تسنم ذروة الشرف وعلاها وسما أوج المزايا فبلغ أعلاها . . . " نقلاً عن حياة الإمام موسى بن جعفر للشيخ القرشي 1 : 167 . 33 - الشيخ محمد بن علي الصبان ( ت : 1206 ه‌ ) : قال في كتابه إسعاف الراغبين : " أما موسى الكاظم فكان معروفاً عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله وكان من أعبد أهل زمانه ومن أكابر العلماء الأسخياء . . . ولقّب بالكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه " إسعاف الراغبين المطبوع بهامش " نور الأبصار " : 246 . 34 - محمد أمين السويدي ( ت : 1246 ه‌ ) : قال في كتابه سبائك الذهب : 75 " موسى الكاظم هو الإمام الكبير القدر الكثير الخير ، كان يقوم ليله ويصوم نهاره ، وسمّي الكاظم لفرط تجاوزه عن المعتدين " . 35 - الشيخ مؤمن الشبلنجي ( ت : بعد 1308 ه‌ ) : قال في كتابه نور الأبصار : 164 تحت عنوان ( فصل في ذكر مناقب سيدنا موسى الكاظم . . . ) : " قال بعض أهل العلم : الكاظم هو الإمام الكبير القدر ، الأوحد ، الحجّة ، الحَبْر ، الساهر ليله قائماً ، القاطع نهاره صائماً المسمّى لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين كاظماً وهو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج إلى الله ; وذلك لنجح قضاء حوائج المتوسلين به . ( ومناقبه ) ( رضي الله عنه ) كثيرة شهيرة . . . " . 36 - يوسف بن إسماعيل النبهاني ( ت : 1350 ه‌ ) : قال في كتابه جامع كرامات الأولياء : 2 : 495 " موسى الكاظم أحد أعيان أكابر الأئمة من ساداتنا آل البيت الكرام هداة الإسلام رضي الله عنهم أجمعين ونفعنا ببركاتهم ، وأماتنا على حبهم وحبّ جدّهم الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " ( جامع كرامات الأولياء 2 : 495 ) . 37 - علي جلال الحسيني المصري ( ت : 1351 ه‌ ) : قال : " جمع من الفقه والدين والنسك والحلم والصبر ، ما لا مزيد عليه . . . " أئمتنا لمحمد علي دخيل 2 : 69 . 38 - الدكتور زكي مبارك ( ت : 1371 ه‌ ) : قال في شرح زهر الآداب : " كان موسى بن جعفر سيداً من سادات بني هاشم وإماماً مقدّماً في العلم والدين " أئمتنا لمحمد علي دخيل 2 : 69 . 39 - خير الدين الزركلي ( ت : 1396 ه‌ ) : قال في كتابه الأعلام : 7 : 321 " كان من سادات بني هاشم ، ومن أعبد أهل زمانه ، وأحد كبار العلماء الأجواد " . 40 - محمود بن وهيب القراغولي الحنفي : قال في جوهرة الكلام : " هو الوارث لأبيه رضي الله عنهما علماً ومعرفة وكمالاً وفضلاً سمّي ب‌ ( الكاظم ) لكظمه الغيظ ، وكثرة تجاوزه وحلمه . وكان معروفاً عند أهل العراق ب‌ ( باب قضاء الحوائج عند الله ) ، وكان أعبد أهل زمانه ، وأعلمهم وأسخاهم . . . " أئمتنا 2 : 68 .

249

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست