السماوي التي يسكنها أكثر من عشرين عائلة ، وكذلك خارجها ممّن لهم صلة بالطريقة التيجانية ، لذلك كان كثير من شيوخ المصلّين الذين حضروا تلك الليالي الرمضانية التي ذكرتها يقبّلون رأسي ويديّ مهنّئين والدي قائلين له : " هذا فيض من بركات سيّدنا الشيخ أحمد التيجاني " . والجدير بالذكر أنّ الطريقة التيجانية انتشرت بكثرة في المغرب ، والجزائر ، وتونس ، وليبيا ، والسودان ، ومصر ، وأن معتنقي هذه الطريقة متعصّبون نوعاً ما ، فهم لا يزورون مقامات الأولياء الآخرين ، ويعتقدون بأنّ كلّ الأولياء قد أخذوا عن بعضهم بالتسلسل ما عدا الشيخ أحمد التيجاني ، فقد أخذ علمه مباشرة عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رغم تأخّره عن زمن النبوّة بثلاثة عشر قرناً ، ويروون بأن الشيخ أحمد التيجاني كان يحدّث بأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جاءه يقظة لا مناماً ، كما يقولون بأنّ الصلاة الكاملة التي ألّفها شيخهم أفضل من أربعين ختمة من القرآن الكريم . وحتّى لا نخرج عن الاختصار نقف عند هذا الحدّ من التعريف بالتيجانية ، ولنا عودة معهم إن شاء الله في موضع آخر من هذا الكتاب . ونشأت وترعرعت على هذا الاعتقاد كغيري من شباب البلد ، فكلّنا مسلمون بحمد الله من أهل السنة والجماعة ، وكلّنا على مذهب الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة ، غير أنّنا منقسمون في الطرق الصوفية التي كثرت في شمال أفريقيا ، ففي مدينة قفصة وحدها هناك التيجانية ، والقادرية ، والرحمانية ، والسلامية ، والعيساوية ، ولكُلّ من هذه الطرق أنصار وأتباع يحفظون قصائدها وأذكارها وأورادها التي تقام في الحفلات والسهرات بمناسبة عقد القران أو الختان أو النجاح أو النذور ، ورغم بعض السلبيات فقد لعبت هذه الطرق دوراً كبيراً في الحفاظ على الشعائر الدينية واحترام الأولياء والصالحين .