" السّاكت عن الحقّ شيطان أخرس " فإذا كان عمر بن الخطّاب بهذا السّوء للأسف وللرّسول فما الذي أسكت عليّاً وأصحابه عليه ؟ فإذا كان ذلك صحيح فالمسؤولية واللّوم يقع على علي وأصحابه أكثر من عمر بن الخطّاب لوصف علي بالإيمان وعمر بالسّوء . وهذا يعني فشل مدرسة الرّسول بتخريج صحابة لا يستحقّون أن يكونوا تلاميذ له . أنت تطيع الشّخص حباً له أو خوفاً منه ، فإذا لم يستطع عمر إطاعة الرّسول حباً له واحتراماً فهو لم يؤمن به كرسول ، وهذا تشكيك في صدق رسالة سيّدنا محمّد بأنّه نبيّ الله وتشكيك في هيبته وقوّة شخصيّته . * الجواب : الشئ الذي أسكت علياً هو نفس الشئ الذي أسكت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في رزيّة يوم الخميس ، أم فاتتكم هذه القضيّة وأردتم معرفتها يا سيادة الطّبيب فاقرأوها في صحيح البخاري وصحيح مسلم ، وسكوت النّبي أولاً ، وسكوت علي ثانياً كان بأمر إلهي لمصلحة الإسلام والمسلمين حتّى لا تكون فتنة ويكون الدّين لله . هذا إذا قصدتم بالسّكوت عدم المقاتلة والمقاومة بالسّيف . أمّا إذا قصدتم بالسّكوت عدم الكلام وإقامة الحجّة والبيان فإنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يسكت ، بل أوصاهم شفويّاً بما أراد أن يكتبه وأقام عليهم الحجّة ليهلك من هلك عن بيّنة . وكذلك فعل علي بن أبي طالب بوصيّة من النّبي ، فلم يقاتل ولم يخرج بالسّيف ، ولكنّه أقام عليهم الحجّة والدّليل بأنّه الخليفة الشّرعي للرّسول ويكفيه دليل تأخّره عن بيعة أبي بكر كما أثبت ذلك البخاري في صحيحه ( باب بيعة أبي بكر ) . أمّا قولكم وتكراركم بفشل مدرسة الرّسول فقد أجبتكم عليه وأكرّر لكم بأنّ تكذيب المكذّبين وقلّة المؤمنين وكثرة المنافقين لا علاقة له بصدق رسالة