نام کتاب : تاريخ السنة النبوية ، ثلاثون عاما بعد النبي ( ص ) نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 53
ولا حفظها عنها سوى الشعبي ، رغم ما فيها من الوصف الخطير والتهويل ، إذ تقول : إن منادي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نادى : الصلاة جامعة ، فهرع الناس إلى المسجد ، وكانت هي في من حضر ، فقام النبي على المنبر خطيبا وهو مستبشر ، يزف إليهم بشرى ، فيقول : ليلزم كل إنسان مصلاه - ثم قال : - أتدرون لم جمعتكم ؟ جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم ، وحدثني حديثا وافق الذي حدثتكم عن مسيح الدجال ! ثم ينقل لهم بنفسه ما حدث به تميم الداري من أنه قذفت به السفينة إلى جزيرة لا يدري ما هي ! فرأى فيها دابة لا يعرف قبلها من دبرها من كثرة شعرها ! وهذه الدابة تتكلم ، فكلمته بلسان طليق ! وأمرته أن يتوجه إلى رجل في دير في تلك الجزيرة ، فتوجه إليه فوجده مكبلا بأصفاد الحديد ! فحدثه هذا الرجل بأشياء من الغيب ! ثم عرفه بنفسه ، إنه المسيح الدجال ! ! هذا الخبر ، على هذه الصورة ، ينبغي أن يرويه غير واحد ، فالنبي يجمع له الناس ويأمرهم أن يلزموا أماكنهم حتى يحدثهم بحديث مصدق لحديثه ! ومنذ ذلك الحين والبحر يمخر كل يوم مرات ، تجوبه السفن المدنية والعسكرية ، وتحلق فوقه الأقمار الصناعية ، ولم يزل أمر هذه الجزيرة مجهولا ! وما بلغ دارون وأصحابه نبأ هذه الدابة الناطقة باللسان العربي ! ! لكن البسطاء وذوي القلوب الغافلة طفقوا يستلهمون من هذه القصة العبر ، فوجدوا فيها درسا متقدما في الدراية ، فهي مثال رائع لرواية الفاضل عن المفضول ، فهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحدث عن نصراني أسلم لتوه ! وأيضا فقد كشفت عنهم كربا وحلت لغزا كان يحيرهم وهم يقرأون :
53
نام کتاب : تاريخ السنة النبوية ، ثلاثون عاما بعد النبي ( ص ) نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 53