نام کتاب : تاريخ السنة النبوية ، ثلاثون عاما بعد النبي ( ص ) نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 46
سيحدد عنده موقع السنة ، وطريقته في التعامل معها رواية وتدوينا . . لقد كانت السنة عنده في المكان الذي وضعها الله ورسوله به ، حاكمة غير محكوم عليها ، لا تنسخها ( مصلحة ) فالمصلحة كل المصلحة في تحكيمها واتباعها ، ولقد ضحى بالخلافة مرة بعد مرة حفاظا على السنة أن تنتهك أو يساء الفهم في حقيقة مكانتها . رفض أن يبايعوا له بالخلافة على عقد يقرن بسنة النبي سننا أخرى ، إذ عرض عليه عبد الرحمن بن عوف أن يبايع له على كتاب الله وسنة رسوله وسيره الشيخين أبي بكر وعمر فرفض أن يقرن إلى كتاب الله وسنة رسوله شيئا آخر ، فضحى بالخلافة حفظا لمكانة السنة في درس بليغ لم تقف هذه الأمة على جوهره حتى اليوم ! ورفض أن يشتري استقرار الحكم أيام خلافته بمداهنة أهل البدع والانحراف الذين انتهكوا السنن وعطلوا الحدود ، في درس عبقري يظنه القشريون حتى اليوم إخفاقا سياسيا ! ! ورفض أن يعزز جيشه بكتيبة جاءت تبايع له على خلاف السنة يوم خرج عليه المارقون ، قالوا : نبايعك على كتاب الله وسنة رسوله وسيرة الشيخين ! فرفض أن يقرن بكتاب الله وسنة رسوله شرطا ولو أدى رفضه إلى تمرد هؤلاء والتحاقهم بالمارقين . ورفض أن يعامل أعداءه ولو مرة بخلاف السنة ، وهم يمكرون وينكثون ويغدرون . إنه الرجل الذي كان منهاجه منهاج القرآن والسنة ، لقد كان التجسيد الحي لكتاب الله وسنة رسوله . ووفق هذا المنهج سوف نرى له - وباختصار شديد - مواقف وسياسة
46
نام کتاب : تاريخ السنة النبوية ، ثلاثون عاما بعد النبي ( ص ) نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 46