نام کتاب : تاريخ السنة النبوية ، ثلاثون عاما بعد النبي ( ص ) نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 45
ويبرهن للناس على علمه التفصيلي الدقيق بالسنة ، كما هو في الكتاب ، في خطاب يأخذ بمجامع القلوب ، ما سمع الناس نظيرا له من صحابي غيره قط ، فيقول : وخلف - نبيكم - فيكم ما خلفت الأنبياء في أممها إذ لم يتركوهم هملا بغير طريق واضح ولا علم قائم : كتاب الله [1] ، مبينا : حلاله وحرامه ، وفرائضه وفضائله [2] ، وناسخه ومنسوخه ، ورخصه وعزائمه ، وخاصه وعامه ، وعبره وأمثاله ، ومرسله ومحدوده [3] ، ومحكمه ومتشابهه . . مفسرا مجمله ، ومبينا غوامضه . . بين مأخوذ ميثاق علمه ، وموسع على العباد في جهله . . وبين مثبت في الكتاب فرضه ، ومعلوم في السنة نسخه . . وواجب في السنة أخذه ، ومرخص في الكتاب تركه . . وبين واجب بوقته وزائل في مستقبله . . ومباين بين محارمه : من كبير أوعد عليه نيرانه ، أو صغير أرصد له غفرانه . . وبين مقبول في أدناه موسع في أقصاه [4] . هذه أبواب من السنن فتحت على علوم جمة توفر عليها ، مع بصيرة لا يخشى عليها لبس ولا توهم . فهذه صورة عن علمه الشمولي والتفصيلي بالسنة ، تلك المرتبة التي لا يشاركه فيها أحد من الصحابة ، ومن هنا اشتهر عن تلميذه ابن عباس قوله : أعطي علي تسعة أعشار العلم ، وإنه لأعلمهم بالعشر الباقي ! [5] . البعد الثاني : منهجه في التعامل مع السنة . . والمنهج هو الذي
[1] أي خلف فيكم كتاب الله . [2] الفضائل : المستحبات والنوافل . [3] المرسل : المطلق . . والمحدود : المقيد . [4] نهج البلاغة : خ / 1 ، وانظر مصادر نهج البلاغة وأسانيده 1 / 295 - 297 . [5] طبقات الفقهاء : 42 .
45
نام کتاب : تاريخ السنة النبوية ، ثلاثون عاما بعد النبي ( ص ) نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 45