نام کتاب : بنور فاطمة اهتديت نویسنده : عبد المنعم حسن جلد : 1 صفحه : 124
البديهيات وإلا أي ضمانة يمكن لها أن تحفظ لنا ديننا وتمثل بوصلة لبيان الانحراف الذي ربما يحدث بعد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كما حدث في الأمم السابقة ؟ من الذي تركن إليه الأمة ليواصل مسيرة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكيف يتأتى للرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن ينتقل للرفيق الأعلى دون أن يعين خليفته ؟ أمن العقل أن يترك أمر الخلافة والإمامة في أيدي الناس الذين قد تتغلب عليهم شهوة السلطة والزعامة ؟ ذلك لأن طبيعة البشر تهوي به إلى أسفل ولا يكفيها وجود شريعة محفوظة في الكتب ، بل لا بد من تجسيد تلك الشريعة في إنسان يتمتع بتفوق تشريعي ( معصوم ) يعطيه صلاحية تطبيق الشريعة على الناس ( منصوص عليه ) إذ لا بد لكل قانون من مطبق نافذ الكلمة وإلا عاد القانون حبرا على الورق " [1] . إن الخالق الذي من أجل كمال كل مخلوق وفر له الوسائل الضرورية وغيرها كي يعبر من حدود النقص والضعف إلى منازل الكمال ، كيف يمكن أن يستثني من ذلك القيادة بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والتي تعتبر عاملا مهما لرقي الإنسان معنويا وروحيا . والتعيين أمر تنبه له أبو بكر عندما كتب وصيته التي نصب فيها عمر خليفة من بعده وأمر الناس بالسمع والطاعة له . . . ومع أنه كان على فراش الموت عند كتابته لذلك إلا أن عمر كان حريصا على تنفيذ الوصية في حين أنه كان المعترض الأول على الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عندما أراد كتابة وصيته وهو مريض وقال " إنه يهجر " ويقول أمير المؤمنين علي ( ع ) في شأن تعيين أبي بكر لعمر " فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته لشد ما تشطرا ضرعيها " . كما أن عائشة أقرت بضرورة التعيين عندما ضرب عمر وبقي على الفراش ينتظر الأجل المحتوم إذ أرسلت إليه أن أوص من يخلفك ولا تترك أمة محمد بعدك هملا .
[1] - الفكر الإسلامي مواجهة حضارية - العلامة السيد محمد تقي المدرسي ص 250 .
124
نام کتاب : بنور فاطمة اهتديت نویسنده : عبد المنعم حسن جلد : 1 صفحه : 124