responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بنور فاطمة اهتديت نویسنده : عبد المنعم حسن    جلد : 1  صفحه : 110


عرضها السماوات والأرض يعتصرها ألم من ناحية أخرى . سوف تترك الزهراء ( ع ) الزواج العطوف وحيدا بعدها ، وفراخا لم تنبت أجنحتهم بعد وزهورا لم تتفتح . إنهم أفلاذ كبدها . . . ستغادرهم وتتركهم لهذه الحياة التي تحمل الكثير الكثير من المأسي خصوصا لهؤلاء ، إنهم آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أكثر الناس بلاء وأعظمهم امتحانا . . وإن بعض شذاذ الآفاق ونبذة الكتاب يتربصون بهم . . ستودعهم وهي تنظر إلى ذلك المستقبل غير المجهول لأبنائها وزوجها . . إنها تنظر بعين أبيها الباصرة بإذن الله إلى الغيب حيث يضرب علي بالسيف غيلة وهو في محرابه ويقتل الحسن سما والحسين تمزيقا بسيوف بدأ سلها في وجه أهل البيت ( ع ) منذ وفاة النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
كل ذلك يدور في خلد الزهراء وهي تمشي نحو الماء متكئة على الحائط من شدة الضعف لتغسل أطفالها وثيابهم أخر غسلة وهي ترتعش وكأنها تودعهم . . لا أدري عمق شعورها آنذاك ، إن من جملة أسمائها ( الحانية ) لأنها كانت القمة في الحنان والعطف على أبنائها .
دخل الإمام علي ( ع ) البيت ووجدها على رغم علتها تمارس أعمالها وتخدم في البيت . رق لها قلب الإمام وهي بهذه الحالة فأخبرته بأنه آخر أيامها وأخبرته بما رأته وسمعته من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أثناء نومها وعادت إلى فراشها ثم قالت له :
يا ابن عم ! ! إنه قد نعيت إلي نفسي وإنني لا أدري ما بي إلا أنني لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة وأنا أوصيك بأشياء في قلبي . . . قال لها علي ( ع ) : أوصني بما أحببت يا بنت رسول الله فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت ، قالت : يا ابن عم ! ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ، ولا خالفتك منذ عاشرتني . . فقال علي ( ع ) معاذ الله ! أنت أعلم بالله وأبر وأتقى وأكرم وأشد خوفا من الله من أن أوبخك بمخالفتي وقد عز علي مفارقتك وفقدك إلا أنه أمر لا بد منه ، والله لقد جددت علي مصيبة رسول الله وقد

110

نام کتاب : بنور فاطمة اهتديت نویسنده : عبد المنعم حسن    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست