نام کتاب : بنور فاطمة اهتديت نویسنده : عبد المنعم حسن جلد : 1 صفحه : 109
أو تخييرها بين البكاء ليلا فقط أو نهارا فقط ، فبنى لها أمير المؤمنين علي ( ع ) بيتا خارج المدينة سمي " بيت الأحزان " . هناك واصلت مأساتها . ويوما فيوما راحت تذبل تلك الزهرة اليانعة . وأخذ المرض منها مأخذا ، يقول الإمام الصادق ( ع ) . . . ( فأسقطت محسنا ومرضت من ذلك مرضا شديدا وكان ذلك هو السبب في وفاتها ) . . كيف لا يكون كذلك وهي ابنة ثمانية عشر عاما . . لقد اكتملت عليها المصائب بضربها واقتحام دارها فكانت البداية والنهاية . . . وصارت طريحة الفراش تنتظر أجلها الذي اقترب منها سريعا وبجانبها علي ( ع ) ، يقول الإمام زين العابدين ( ع ) عن أبيه الحسين ( ع ) قال : لما مرضت فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أوصت علي بن أبي طالب ( ع ) أن يكتم أمرها ويخفي خبرها ولا يؤذن أحدا بمرضها ، وكان يمرضها بنفسه وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس على استمرار بذلك . لقد يئست الزهراء من أهل المدينة الذين طلبت نصرتهم فلم ينصروها لقد سئمتهم وزهدت في مروءتهم فبلغ بها الأمر ألا تريد رؤيتهم في مرضها الأخير . . يكفيها علي ( ع ) ليقف بجانبها وهي على هذه الحالة . في اليوم الأخير قبيل رحيلها نامت الزهراء ( ع ) في ساعة من ساعات ذلك اليوم وإذا بها ترى أباها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في المنام في قصر من الدر الأبيض فلما رآها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : هلمي إلي بنية فإني إليك مشتاق ! ! فقالت : والله إني لأشد شوقا إليك فقال لها : أنت الليلة عندي . انتبهت من غفوتها وبدأت الاستعداد للحوق بأبيها . . إن هي إلا ساعات تقضيها في هذه الدنيا الفانية ويتحقق قول الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لها قبيل انتقاله . . . وأكده لها بعد انتقاله إنها النبوة ومن ذلك كان يقين فاطمة بقرب النهاية . . بينما الفرح يغمرها لارتحالها إلى العالم الأبدي حيث الرضوان الأكبر وجنة
109
نام کتاب : بنور فاطمة اهتديت نویسنده : عبد المنعم حسن جلد : 1 صفحه : 109