responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 7


للذهن ، ولله المثل الأعلى ، فالقرآن بمثابة الدستور الإلهي الشامل الذي يتضمن المبادئ الكلية ، والبنى الأساسية ، والأهداف العليا ، وهو وحي من الله ، تلقاه الرسول تلقيا حرفيا ، وبلغه كما تلقاه ، أما سنة الرسول فهي بمثابة القوانين التي تضع الدستور موضع التطبيق ، وهذه القوانين ليست من عند الرسول ، بل هي وحي إلهي ، لكن ليس باللفظ الحرفي ، وإنما بالصورة والمعنى اليقيني المحدد ، فقد يصلي جبريل أمام الرسول ، ويطلب من الرسول أن يصلي كما صلى ، إن الرسول الأعظم يتصرف بدقة متناهية ، وعلى ضوء توجيهات الوحي الإلهي ، والرسول معد ومؤهل إلهيا ، وتوضيحا نقول : ( مبرمج ) فسيولوجيا ، يتبع ما يوحى إليه من ربه بدون زيادة ولا نقصان ، ( ومطعم ) ضد الزلل والخطأ أو معصوم ، فلا ينطق عن الهوى ، ولا يخرج من فمه إلا حق ، فهو امتداد للحق الإلهي ، ووجه من وجوه الرسالة الإلهية ، ومهمة النبي أن يضع المنظومة الحقوقية الإلهية المتكونة من كتاب الله وسنة رسوله موضع التطبيق بالتصوير الفني البطئ الذي تستوعبه الخاصة والعامة من بني البشر ، ولكن تحت إشراف الوحي الشريف وبتوجيهاته ، ومن هنا كان الإيمان بالرسول جزءا لا يتجزأ من الإيمان بالله ، وكانت طاعة الرسول تماما كطاعة الله ، ومعصية الرسول تماما كمعصية الله ، وموالاة الرسول والقبول بقيادته تماما كموالاة الله ، واتباع سنة الرسول تماما كاتباع القرآن ، لأن سنة الرسول هي التطبيق العملي للقرآن .
ولأن الإسلام آخر الأديان ، ولأن رسول الله خاتم النبيين ، ولأن المنظومة الحقوقية الإلهية ، هي القانون الإلهي النافذ المفعول طوال عصور التكليف في الدنيا ، فقد تولت سنة الرسول بيان كل شئ ، أو وضعت الآلية الشرعية لمعرفة الحكم الشرعي لكل شئ ، ولقد ركزت السنة الشريفة تركيزا خاصا على من سيخلف النبي ويتولى تطبيق المنظومة الحقوقية الإلهية من بعده . ولو أن المسلمين قد التزموا بسنة رسول الله ، المتعلقة بنظام الحكم ، لتغير مجرى التاريخ البشري كله ، ولاستقر النظام الإلهي كنظام حكم ، ولذاقت البشرية طعم النظام الإلهي ، عندها لن ترضى عنه بديلا ، إن .

7

نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست