responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 6


منذ مدة طويلة ، قلت للسيد : إنني مرهق ، فلقد بلغت من الكبر عتيا ، سأستريح شهرين أو ثلاثة ، وبعدها أنطلق بإذن الله ، وشحذ السيد عزيمتي ، وبعد يوم واحد من لقائنا بدأت الكتابة ، بنفس راضية مطمئنة ، وبيسر ما عهدته بأي كتاب آخر ، صحيح أنني لم أنطلق من الصفر ، لأن موالي أهل بيت النبوة على العموم ينظرون للأنبياء والرسل والأئمة نظرة خاصة ، ويعتبرونهم صفوة الجنس البشري ، ويعرفون مكانتهم عند الله تعالى ، وحاجة بني الإنسان لهم ، وعلى هذا الأساس قامت ثقافتهم ، واستقرت قناعتهم ، وخلال تجاربهم ومعاناتهم التاريخية النادرة عرفوا طبيعة التكامل والتلازم بين كتاب الله المنزل ونبيه المرسل من جهة ، وبين القرآن وسنة النبي أو بيانه لهذا القرآن من جهة أخرى ، وأنه لا غنى لأحدهما عن الآخر ، فهما وجهان لعملة مقدسة واحدة ، فسنة الرسول فصل جوهري متداخل تداخلا عضويا مع الشريعة الإلهية المكونة حصرا من كتاب الله ومن سنة رسوله أو من بيان النبي لهذا الكتاب ، فسنة الرسول هي العمود الفقري لدين الإسلام ، وهي التي تترجم القرآن من النص إلى التطبيق ، ومن النظر إلى الحركة ، لأن المهمة الأساسية للنبي الأعظم تنصب على بيان ما أنزل الله ، فالقرآن كمعجزة بيانية له وجوه متعددة والرسول وحده هو الذي يعرف المقصود الإلهي من كل آية من آياته ، وكلمة من كلماته ، معرفة قائمة على الجزم واليقين لا على الفرض والتخمين ، ثم إن الله سبحانه وتعالى هو الذي أوجد هذا التكامل الفذ ، والتداخل العجيب بين القرآن وبيان النبي لهذا القرآن ، فالقرآن قد أجمل ، وأرسى القواعد الكلية ، والبنى الأساسية ، وحدد الأفق العام ، وترك للرسول مهمة التفصيل والبيان على ضوء توجيهات الوحي الإلهي ، فالقرآن وحي باللفظ والمعنى ، والسنة وحي بالمعنى والصورة ، فالصلاة وهي عماد الدين جاءت مجملة ، ولم يتطرق القرآن إلى كيفيتها وتفصيلاتها ، وكذلك الزكاة ، والحج ، والصوم ، ونظام الحكم والجهاد . . الخ والرسول الأعظم من خلال سنته المباركة هو الذي فصل وبين أحكامها بيانا كاملا قابلا للتطبيق على ضوء التوجيهات الدقيقة للوحي الإلهي ، وتقريبا .

6

نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست