نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 455
هيئت أذهان المسلمين من جديد لتقبل فكرة كتابة ورواية سنة الرسول . وكان كل إمام من أئمة أهل بيت النبوة يبذل كل جهده ليحث من يواليه ، ومن يراه من المسلمين على كتابة ورواية أحاديث الرسول ، ويفتون السائلين بسنة رسول الله المكتوبة عندهم ، وقد وثقنا ذلك . لقد كان إمام أهل بيت النبوة في زمانه كالكوكب الدري المتألق في ليل مظلم . وخرج الأئمة الكرام كل في زمانه كوادر فنية علموها الأصول ، وكيفية التفريع عليها ، وأمر الأئمة أتباعهم بمقاطعة قضاء دولة الخلافة ، وأن يتجنبوا اللجوء إليه لأنه لا يحكم لا بكتاب الله ولا بسنة رسوله ، وأن يختاروا من بينهم من يعرف حلال الله من حرامه ليقضي بينهم بكتاب الله وسنة رسوله ولما فتح باب رواية وكتابة سنة الرسول الصحيحة ، فأبدوا مطالعتهم على النصوص المنسوبة للرسول ، وحذروا المسلمين من أصحاب الأهواء ، ومن الرواية الكذابين ولو أن علماء دولة الخلفاء قد فزعوا ساعتها لأهل بيت النبوة ، وسألوهم الرأي ، وطلبوا منهم أن يميزوا لهم ما قاله الرسول بالفعل عما تقوله الرواية عليه لكان للسنة الشريفة شأن غير هذا الشأن ، ووضع غير هذا الوضع . لقد حمل أئمة بيت النبوة كل في زمانه راية سنة الرسول الصحيحة والموثوقة ودافعوا عنها ، واضطروا وأتباعهم بإمكانياتهم المحدودة أن يواجهوا دولة عظمي تتخذ من سنة الرسول موقفا مغايرا لموقف أهل بيت النبوة ، لقد تحمل أئمة أهل بيت النبوة وأولياؤهم أعباء المواجهة مئات السنين ، وحافظوا على سنة الرسول كما يحافظون على أنفسهم وذراريهم ، وتوارثوها كما يتوارث الآخرون أنفس ما لديهم . ولولا فضل الله وقوة سنة الرسول ويقظة أهل بيت النبوة لكان من
455
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 455