نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 412
الدولة ، ومسلم بصحتها شعيبا ! ! وساعدهم على ذلك أنهم قد اعتمدوا المعايير التي وضعها معاوية وشيعته لنظرية عدالة كل الصحابة ! ! فآمنوا كما آمن معاوية بأن كل صحابي على الإطلاق صادق يمتنع عليه الكذب والغلط ، باستثناء علي بن أبي طالب وأهل بيت النبوة ، ومنجهر بولائه لهم أو عرف بهذا الولاء ! ! فتداول الناس المرويات التي اختلقها الأمويون ، والمرويات التي تمخض عنها جهد العلماء الباحثين فعلا عن حديث رسول الله ، واعتبروا المجموعتين أجزاء من منظومة أو مجموعة واحدة ، أو وجوها متعددة لشئ واحد ، وتجاوزت مرويات هذه المجموعة الملايين ، وكلها من حيث الشكل مروية بطريقة مقبولة وأدرك البعض أنه من المستحيل عقلا أن تصدر كل هذه المرويات عن رسول الله ! ! خاصة ، وأن بعضها يناقض بعض ! ! وكان من المتعذر عليهم أن يجهروا بهذه القناعة الخفية خوفا من العامة ، لذلك رأى البعض أن من الأنسب اختيار كميات محدودة من هذه الملايين ، وجمعها بمجموعات خاصة ، ووضعها تحت تصرف المسلمين ، وأعمالا لهذه الرؤية ، وضعت كتب الحديث التي سماها أصحابها أو عرفت عند العامة . . . بالصحاح وبرزت من هذه المجموعات " الصحاح الستة " وكان لجامع كل صحيح أسلوبه الخاص باختيار رجاله ، ومروياته وتبويب كتابة ، وظهرت المسانيد ، والسنن ، وهي كلها عبارة عن كتب حديث مختارة من المجموعة الكبرى التي أشرنا إليها قبل قليل . والخط العام الذي انتهجه أصحاب الصحاح والمسانيد والسنن ، هو خط دولة الخلافة ، والرواة كلهم على الأغلب من الموالين لها ، ومن الذين أشربوا ثقافتها ولا عبرة بسابقة الرواة للإسلام أو حداثتهم فيه ، ولا لعلمهم في الدين أو جهلهم فيه ، ولا لجهادهم أو قعودهم ، فأبو هريرة الذي لا يعرف على وجه التحقيق اسمه الحقيقي لم يصحب النبي أكثر من سنتين
412
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 412