نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 406
الطبيعي أن يحتج أهل بيت النبوة ، والفئة القليلة المؤمنة العارفة بالأحكام الشرعية ، فكان أولياء الخلفاء يختلفون أحاديث على رسول الله فيتقربون بهذه الأحاديث المختلقة إلى الخلفاء وفي الوقت نفسه يبررون ويدعمون اجتهادات الخلفاء ، وبما أن دولة الخلافة هي المسيطرة على وسائل الإعلام والمناهج التربوية والتعليمية ، فقد كانت تجيز هذه الاختلافات وتظهرها بمظهر الأحاديث الصحيحة وتعتمدها وساعدهم على ذلك تفشي نظرية عدالة كل الصحابة ، فالذين اختلقوا هذه الأحاديث كانوا قد شاهدوا الرسول وهذه المشاهدة كافية لتجعلهم عدولا ، ولتضفي عل كل ما يصدر منهم طابع الصدق والصواب ! ! أما الأحاديث المناقضة لاجتهادات الخلفاء فقد كان يعتم عليها تعتيما تاما ، يتم تجاهلها بالكامل ، وإن ظهرت رغم ذلك ، فقد كان يتم تداولها سرا وبخوف ، أما علنا فهي موضع شك لأنها مخالفة لرأي الدولة . 2 - لما استولى معاوية على منصب الخلافة أصدر سلسلة من المراسم ، الملكية وعممها على كافة الولاة والعمال في كل مكان من أرجاء مملكته في نسخة واحدة وطلب منهم تنفيذها بدقة تامة ، جاء في أحدها أن برئت الذمة ممن روى شيئا في فضل أبي تراب وأهل بيت النبوة ، وجاء في آخر " لا تدعوا شيئا يروي في فضل أبي تراب إلا وتأتوني بمناقض له في الصحابة " [1] وأمر الناس أن يروي في فضل عثمان ، ثم في فضل أبي بكر ، ثم في فضل عمر ، ثم في فضل الصحابة مجتمعين ومتفردين باستثناء علي بن أبي طالب ومن والاه ووعد الرواة بجوائز سنية ، وأعطوا بالفعل عطايا تفوق حدي التصور والتصديق ! ! فانبجست الأرض فجأة عن آلاف الرواة وفاضت الدنيا بالروايات ، التي تمدح الخلفاء ومن والاهم ، وتذم أهل
[1] شرح النهج لابن أبي الحديد ج 3 ص 595 و 596 تحقيق حسن تميم نقلا عن كتاب الأحداث للمدائني .
406
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 406