responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 311


كان سليمان بن عبد الملك وليا للعهد الأموي ، حج ذات سنة ومر بالمدينة ، وركب إلى مشاهد رسول الله ، فأمر إبان بن عثمان أن يكتب له سيرة الرسول ، فقال إبان : هي عندي قد أخذتها مصححة ، فأمر بنسخها ، ولما اطلع سليمان عليها ، ورأى ما فيها ، أمر بذلك الكتاب فحرق ، وعندما رجع إلى عاصمة ملكه ذكر ذلك لأبيه فقال عبد الملك : " وما حاجتك أن تقدم بكتاب ليس لنا فضل فيه ، تعرف أهل الشام أمورا لا نريد أن يعرفوها فقال سليمان : لقد أمرت بتحريق الكتاب فصوبه عبد الملك " [1] .
سليمان لا يدري أن رسول الله قد لعن جده مروان بن الحكم ، ولعن أباه الحكم بن العاص ووسمهم بأنهم أعداء الله ، وحذر منهم ، ولا يدري بأن أجداده وأقاربه هم الذين قادوا جبهة الشرك ، ولا أهل الشام ، ولا حديثو العهد بالإسلام يدرون بذلك ! ! فما هي مصلحتهم وما هي مصلحة الخلفاء بإباحة سنة الرسول التي تكشف ذلك ! ! إن مصلحتهم ومصلحة ملكهم تقضي بطمس سنة الرسول ، واعتبارها هي الخطر الداهم الذي يهدد ملكهم ومصالحهم ! ! !
طلب خالد القسري أحد ولاة بني أمية من أحد العلماء أن يكتب له سيرة الرسول ، فقال ذلك العالم : " فإنه يمر بي الشئ من سيرة علي بن أبي طالب أفأذكره ؟ فقال خالد : لا ، إلا أن تراه في قعر جهنم " [2] إذا تحدثوا عن سيرة الرسول أو سنة الرسول ، فإنهم يريدونها سيرة مزورة تخدم ملكهم ومصالحهم ، وتشهد لصالحهم زورا ، فإذا لم يتمكنوا من إيجاد مثل هذه السيرة أو السنة ، فلا داعي لسيرة ولا لسنة تشكل خطرا على دولتهم ووجودهم ، وتخدم أعداءهم الألداء آل محمد ومن والاهم ! ! !



[1] الموفقيات للزبير بن البكار ص 22 - 223 .
[2] الأغاني ج 22 ص 25 ، وتدوين السنة الشريفة ص 421 .

311

نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست