نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 271
يعاقب المتآمرين ، لأن الخبر قد جاءه بالوحي قبل أن يشرع المتآمرون بتنفيذ الجريمة ، ولما قال له بعض أصحابه : لم لا تقتلهم يا رسول الله ، أجاب أليسوا يشهدون أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ! ! قالوا : بلى ولكن لا شهادة لهم ، فقال النبي : إني لم أؤمر بذلك ، سيقول العرب إنه بعد أن وضعت الحرب أوزارها بدأ محمد يقتل أصحابه ! ! كان مجتمع المدينة وما حولها غاص بالمنافقين وأصحاب النفوس الفاسدة ، بل إن هنالك فئة داخل المدينة وخارجها قد مردت تماما على النفاق كما ذكر الله تعالى ، فهم ليسوا منافقين فحسب بل هم من كبار مردة النفاق كان الرسول يعلم ذلك ، لكنه مقيد بالحكم الإلهي ، ومقيد بالخلق العظيم ، ومقيد بكونه ذروة الوجود والكمال الإنساني ، كان يتصرف مع الجميع تصرف الأكبر ، تصرف الوالد الرحيم مع أبنائه ، فلم يقطع الرجاء بصلاح من انحرف ، أو حاد عن الطريق المستقيم ، كان يأمل أن يخرج الله من صلب ذلك المنحرف إنسانا مستقيما ! ! روحي فداك يا رسول الله كم أنت كبير وعظيم وحليم ورحيم ! ! ! لقد كان عمر بن الخطاب أحد أصحابه الذين هاجروا تبعا لهجرته ، لقد عرض عمر ابنته حفصة على رسول الله فتزوجها ، فنال شرف المصاهرة ، وصار يتردد على رسول الله بحكم الصحبة وبحكم المصاهرة ، كان عمر في الجاهلية رجلا مغمورا ليس من علية القوم ، ولا من زعامتها ، أنظر إلى قول المقداد لعمر في السقيفة : " لأعيدنك إلى قوم كنت فيهم ذليلا غير عزيز . . . " كما يروي ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ج 1 ص 4 وما فوق ، وبعد الهجرة وجد نفسه صاحبا لأعظم شخصية في العالم ، وحما لرجل الساعة ، وواحدا من أتباعه المقربين بحكم الصحبة والمصاهرة والغربة عن مسقط الرأس ، فتاه الرجل فخرا وعزا ، فاستخفته هذه المرتبة العالية ، فتفتح طموحه ، واتسع نطاق وسائله ليستوعب هذا الطموح العجيب ، ويتقن من حلم النبي العظيم ، ومن إحساس النبي الصادق بأن لعمر عليه حق الإسلام ، وحق الصحبة ، وحق المصاهرة ، والحلم النبوي
271
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 271