responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 270


عن أقواله وأفعاله ووزنها بميزان الشرعية الإلهية ، ثم إن الرسول الأعظم كان يتعامل قانونيا مع الظواهر ، تاركا أمر البواطن لله تعالى ، لقد عرفه الله تعالى بالمنافقين ولكن لا أعلم أن رسول الله قد قال خلال حياته لأحد من المنافقين بالذات أنت منافق يا فلان ! ! ! كان المنافقون يتلفظون الشهادتين ، ويصلون ويصومون ويعتمرون ويحجون ويزكون ، ويخرجون للجهاد مع رسول الله ، وإذا تخلفوا عنه يعتذرون ويظهرون الإيمان ، ويبطنون الكفر والفسوق ولا عصيان ، كان الرسول يعلم ذلك علم اليقين ، ولكنه كان لا يرى لنفسه سلطانا لمعاقبة هذا المنافق أو ذاك ، ما لم يجهر بكفره وفسوقه وعصيانه ، ويأخذ هذا الجهر الصورة الكاملة لفعل محظور شرعا ، فإن فعل ذلك عاقبه الرسول بحدود الفعل ، كمسلم حسب الظاهر ، وبالعقوبة المحدودة شرعا ولكن الرسول لا ينبش ماضيه ، ولا ينقب عن حقيقة إيمانه ، ثم إن الرسول يمثل قمة الكمال الإنساني ، وصفوة الوجود البشري ، وهو بطبيعته رحمة للعالمين ، قود وسع بحلمه المسلمين جميعا ، وعلا بخلقه فوق الناس أجمعين لذلك وصف الله تعالى خلقه وصفا دقيقا بقوله : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) فعبد الله بن أبي كان كهف المنافقين والنفاق ، وقد أبدي رغبته بأداء العمرة مع رسول الله ، ولم يكسر النبي بخاطره واصطحبه كأي واحد من المسلمين ، ولما نزل رسول الله في الحديبية ، وتعثرت المفاوضات مع زعامة الشرك ، وأمر الله رسوله بأن يأخذ البيعة على القتال من المسلمين بايعه ابن أبي كواحد من المسلمين ، ولما عرضت زعامة الشرك على ابن أبي أن يؤدي العمرة وأن يطوف بالبيت قال كيف أفعل ذلك دون رسول الله ! ! ومن المؤكد أن ذلك قد أثلج خاطر الرسول وفي لحظة من اللحظات ، اقترح بعضهم على رسول الله أن يقتل ابن أبي ، فأجاب الرسول ذلك البعض بقوله : " كيف يقال بأن محمدا يقتل أصحابه ، والله لنحسنن صحبته ما دام بين أظهرنا " وفي غزوة تبوك وأثناء عودته وعندما تآمر عليه ذلك النفر من المنافقين ليقتله ، كشف الخبر لأصحابه ، ولكنه لم

270

نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست