نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 264
قد يقول قائل إن الخليفة الأول ، قد أمر المسلمين بأن لا يرووا شيئا عن رسول الله ولكنه لم يأمرهم بأن لا يكتبوا شيئا عن رسول الله ، لكن مرسوم الخليفة من الوضوح بحيث أنه لا يحتمل مثل هذا التأويل ، فالخليفة قد جزم بأن التحديث عن رسول الله يسبب الخلاف والاختلاف ، وبالتالي فقد أمر المسلمين بأن لا يحدثوا أي شئ عن رسول الله ، وسواء أخذ هذا التحديث صورة المشافهة أو صورة الكتابة فإنه ممنوع حسب نص هذا المرسوم ، لأن الخليفة أراد أن يحتاط فيقطع دابر الخلاف بقطع مصدره أو منبعه القادم من سنة رسول الله ، فإذا نهى الخليفة عن التحديث فهو ضمنا ينهى عن الكتابة ، لأنها أدوم وأبلغ في التأثير والثبات والشيوع والانتشار . الخليفة الأول يحرق سنة الرسول التي جمعها بنفسه لم يكتف الخليفة بهذا المرسوم الذي منع بموجبه المسلمين من أن يحدثوا أي شئ من سنة رسول الله ، بل تناول الأحاديث التي جمعها بنفسه ، وسمعها بنفسه من رسول الله ، فأحرقها ! ! قال الذهبي : " إن أبا بكر جمع أحاديث النبي ( ص ) في كتاب ، فبلغ عددها خمسمائة حديث ، ثم دعا بنار فأحرقها " [1] روى القاسم بن محمد أحد أئمة الزيدية عن الحاكم بسنده إلى عائشة قالت : " جمع أبي الحديث عن رسول الله ، فكانت خمسمائة حديث فبات ليله يتقلب ، فلما أصبح قال أي بنية ، هلمي الأحاديث التي عندك ، فجئته بها فدعا بنار فأحرقها " [2] . فالخليفة صاحب النبي 23 عاما ، وصاهره ، ولازمه ، وشهد كل مواقعه كما يجمع المؤرخون على ذلك . وفوق هذا وذلك فهو يقرأ ويكتب ، فهل
[1] تذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 ص 5 ، وعلوم الحديث ص 39 . [2] الاعتصام بحبل الله المتين ج 1 ص 30 ، وتدوين السنة الشريفة ص 264 ، وتذكرة الحفاظ ج 1 ص 5 ، وكنز العمال ج 1 ص 285 .
264
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 264