نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 252
الناس كانت تعتقد أن سنة الرسول تتعارض مع مصالحها ومع ما تهوى أنسها . أقدم صد ومنع لكتابة سنة الرسول وروايتها قال عبد الله بن عمرو بن العاص : " كنت أكتب كل شئ سمعته من رسول الله أريد حفظه فنهتني قريش ! ! وقالوا تكتب كل شئ سمعته من رسول الله ورسول الله بشر يتكلم في الغضب والرضا . . . " [1] وهذا أقدم صد عن سنة رسول الله ، وأول محاولة لمنع كتابة سنن الرسول ، ومن يحرض على منع كتابة سنة الرسول ، يحرض أيضا على منع روايتها ، الجهة التي حرضت عبد الله بن عمرو بن العاص على عدم كتابة سنة الرسول جهة معروفة ، ولكن عبد الله بن عمرو يخشى الكشف عنها مما يدل على أنها جهة مرموقة أو حاكمة ، لذلك كنى عنها بقوله : " فنهتني قريش " في سقيفة بني ساعدة كان أبو بكر وعمر وأبو بكر عبيدة يتكلمون باسم قريش كلها ، فكانوا يعتبرون أنفسهم الناطقين الرسميين باسم عشيرة النبي قريش ! ! ! وعندما ذكر عبد الله بن عمرو بن العاص هذه الواقعة كان الثلاثة يشكون أركان دولة الخلافة ، فلم يكن من الملائم أن يسميهم بأسمائهم حتى لا يحمل قوله على محمل الطعن بهم ، لذلك عبر عنهم بكلمة " فنهتني قريش " والأحداث التي تلت ذكر عبد الله بن عمرو لهذه الواقعة تؤكد أن النهي قد صدر من ذلك النفر وبالتحديد من أبي بكر وعمر ! ! وسبب تحريض عبد الله بن عمرو على عدم كتابة كل شئ يسمعه من رسول الله هو اعتقاد " قريش " أن الرسول بشر يتكلم في الغضب والرضا ، فلا ينبغي أن يكتب من كلامه إلا ما صدر عنه وهو في حالة رضا ، أما كلامه وهو في حالة الغضب
[1] سنن أبي داود ج 2 ص 126 ، وسنن الدارمي ج 1 ص 125 ، ومسند أحمد ج 2 ص 162 و 207 و 216 ، والمستدرك للحاكم ج 1 ص 105 و 106 ، وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ج 1 ص 85 ، وكتابنا المواجهة ص 254 .
252
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 252