نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 250
طويلا قبل أن يعطيه الأمان ثم قال نعم . فلما انصرف عثمان قال الرسول لمن حوله " ما صمت إلا ليقوم إليه بعضكم فيقتله " فقال رجل من الحاضرين فهلا أومأت إلي يا رسول الله ! ! فقال الرسول : " إن النبي لا ينبغي أن تكون له خائنة أعين " [1] وأصبح ابن أبي سرح طليقا ، ومن المؤلفة قلوبهم ، وبعد موت الرسول مباشرة أصبح ابن أبي سرح من أصفياء الخلفاء ومن أهل الحل والعقد وفي عهد عثمان أسندت إليه إمارة مصر وهي تاج الولايات الإسلامية ، ومر حين من الدهر كان ابن أبي سرح هو الرجل الثالث في الدولة الإسلامية ، مع أنه الأظلم بنص القرآن ، ومع أنه الذي افترى على الله الكذب بنص القرآن ، ومع أنه موسوم بأنه عدو لله ولرسوله . فكيف بربك يطبق الإسلام من كان هذا وضعه ، وكيف يعلم المصريين دين الله . هذه الكوادر الفنية التي حلت عرى الإسلام كلها ، وركزت المعالم الواقعية لعصر ما بعد النبوة ، ومن خلال البرامج التربوية والتعليمية التي فرضتها على المسلمين قرابة قرن من الزمان ، ومن خلال هذه المناهج خلطوا الأوراق خلطا عجيبا ، فبدلوا وعدلوا ، وباعدوا الهون بين الواقع المفروض وبين القانون الإلهي أو الشرعية الإلهية ، ولم يبق من الإسلام إلا كتاب الله ، وأهل بيت النبوة ، لمواجهة برامج تربوية وتعليمية مدعومة من دولة عظمي ، ومع اختلاط العرب بالأمم المغلوبة ، وامتزاج الحضارات بدأت الأذهان بالتفتح ، وبدأ الناس يتساءلون عن حجم الهوة بين الواقع والشرعية الإلهية ، فلم ير الخلفاء بدا من منع كتابة ورواية أحاديث رسول الله حتى لا يقف الناس على الحقائق الشرعية وحجم التناقض الهائل بين الواقع المفروض وبين أحكام الشريعة الإلهية ! !
[1] ترجمة ابن أبي سرح في الاستيعاب ج 2 ص 378 ، والإصابة لابن حجر ج 2 ص 309 ، وأسد الغابة ج 3 ص 173 .
250
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 250