نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 230
لذلك قرر الإمام أن يقعد في بيته ، وأن يحتج على الانقلابيين احتجاجا سلميا لا يفرق كلمة المسلمين ، ولا يوهن الدين ، ثم يسلم بالأمر الواقع ما سلمت أمور المسلمين وهكذا ابتعد الإمام عن المواجهة غير المتكافئة ، إذ لو واجههم بالقوة لقتلوه ، وقتلوا ابنيه ، وأبادوا أهل بيت النبوة ، وقلعوا شجرة النبوة من جذورها ، ثم لأشاعت وسائل أعلامهم بأن عليا وابنيه مثل أبي طالب ماتوا على الشرك ، فهم في ضحضاح من النار مع أبي طالب ! ! ومع الأيام تنجح وسائل أعلامهم بتحويل الشائعات إلى قناعة يتبناها العامة ، كأنها وحي من السماء ، وصمم الإمام علي أن يبدأ بتكوين قاعدة شعبية تفهم الإسلام على حقيقته كما أنزله الله وبينه الرسول لتتصدى وتكشف ألاعيب الطامعين بالسلطة وتحريفاتهم ، ولتكون نواة لأمة محصنة ضد الانحراف ، وكعمل عاجل ركز الإمام على إيجاد كوادر فنية يعلمها ما أمكن من علم النبوة لتنقله إلى الأجيال اللاحقة من غير تحريف ، فلبد في بيته ، يجيب إذا سئل ، ويهدي إذا استهدي ، وصبر وصابر على ضغوط الانقلابيين وممارساتهم الغاشمة وتجاهلهم التام لشرع الله . 1 - فقد حرموا أهل بيت النبوة من إرث النبي بحجة أن الأنبياء لا يورثون [1] فسألت السيدة الزهراء أبا بكر من يرثك إذا مت ؟ فقال أبو بكر ولدي وأهلي ! فقالت الزهراء : فما لنا لا نرث النبي ؟ ! " وورث سليمان داود " " يرثني ويرث من آل يعقوب " فكيف نوفق بين قولك الأنبياء لا يورثون وبين هاتين الآيتين ! ! هذا كتاب الله ينطق بالحق ، ولم تكتف الزهراء بذلك بل بسطت قضيتها أمام الأنصار والمهاجرين بكلمة عصماء جاء فيها : " . . أفعلى
[1] صحيح الترمذي ج 7 ص 111 ، ومسند أحمد ج 1 ص 10 ح 60 ، وسنن الترمذي ج 7 ص 1009 ، والطبقات لابن سعد ج 5 ص 77 ، وتاريخ ابن الأثير ج 5 ص 286 ، وكنز العمال ج 5 ص 365 ، والطبقات ج 2 ص 315 .
230
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 230