نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 228
ثم إن الإمام عليا أخذ معه السيدة فاطمة ويداه في يدي ابنيه الحسن والحسين ، وسار بهم ليلا إلى بيوت الأنصار يسألهم النصرة ، وتسألهم فاطمة الانتصار فكانوا يقولون : يا بنت رسول الله قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ، ولو أن ابن عمك سبق إلينا أبا بكر ما عدلنا به ، فيقول علي : : " أفكنت أترك رسول الله ميتا في بيته لم أجهزه ، وأخرج إلى الناس أنازعهم في سلطانه ! ! وتقول فاطمة : ما صنع أبو حسن إلا ما كان ينبغي له ، ولقد صنعوا ما الله حسيبهم عليه " [1] وإلى هذه الواقعة أشار معاوية [2] . لقد أمتنع الأنصار عن نصرة الإمام علي وحمايتهم له ولأولاده بحجة أنهم قد بايعوا أبا بكر ، وقبل بيعتهم لأبي بكر كانوا قد بايعوا رسول الله على أن يحموه ويحموا ذريته كما يحمون أنفسهم وذراريهم ، لذلك قال الإمام جعفر الصادق يوما : " فوالله ما وفوا له حتى خرج من بين أظهرهم ، ثم لا أحد يمنع يد لامس ، اللهم اشدد وطأتك على الأنصار على الأنصار " [3] . إما التسليم أو الدخول في مواجهة انتحارية الانقلابيون هم القوة الحقيقية في المجتمع ، فقد ضم تحالفهم بطون قريش كلها المهاجر منها والطليق والمنافق بلا استثناه ، بالإضافة إلى أكثرية الأنصار التي هالتها قوة هذا التحالف فاستسلمت الأنصار لتسلم ، وتورط الكثير منهم بالانقلاب طمعا بالمغانم وهروبا من المغارم ، بالإضافة إلى المرتزقة من الأعراب الذين يوالون من يعطيهم ، والمرتزقة على علم بأن المال والمغانم ستكون بيد الانقلابيين ومن والاهم لذلك مالوا مع الانقلابيين ، ولقد مد الانقلابيون نفوذهم حتى داخل بيت الرسول ، فصارت عائشة أم المؤمنين معهم وحافزها على ذلك حبها لأبيها ولقومها بطون
[1] الإمامة والسياسة ص 15 . [2] شرح النهج ج 2 ص 67 ، ووقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 182 . [3] مقاتل الطالبين ص 219 - 220 .
228
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 228