نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 212
المؤكد أن شخصا ممن كان يسكن مع النبي قد سمع بذلك ، ومن المؤكد أن ذلك الذي سمع كان متعاطفا مع ذلك النفر وضالعا معهم في المؤامرة ، فنقل الخبر إلى عمر بن الخطاب [1] ولأن عمر بن الخطاب رجل حازم فقد أطلع أركان حزبه على ما سمع واتفقوا على أن يجمعوا وبصمت أكبر عدد ممكن من أعوانهم ، وأن يدخلوا حجرة الرسول في الوقت الذي حدده لكتابة وصيته وتوجيهاته النهائية ! ! حضر الذين اصطفاهم الرسول ليكتب أمامهم وصيته وتوجيهاته النهائية وليلخص أمامهم الموقف للأمة ، جلست هذه الصفوة بين يدي رسول الله ! ! فجأة وبدون استئذان دخل عمر بن الخطاب ومعه أركان حزبه وعدد كبير من أعوانه الذين اتفق معهم على خطة تحول بين الرسول وبين كتابة ما أراد كتابته ! ! ماذا يفعل النبي أمام هذه المفاجأة ! ! لم يلغ الموعد ، ويضرب موعدا جديدا لأن الموت يدركه ، بل مضى إلى حيث أمره الله متجاهلا وجود المتآمرين ونواياهم ! ! فقال للذين دعاهم ( إئتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ) [2] . ما إن أتم الرسول جملته حتى تصدى له عمر بن الخطاب ، وقال متجاهلا طلبه ، ومتجاهلا وجود الرسول ، وموجها كلامه للصفوة التي اختارها الرسول : ( لا حاجة لنا بكتابه ، إن المرض قد اشتد به ، إن النبي يهجر ، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ) [3] وما إن أتم عمر جملته حتى قال أعوانه بصوت واحد متجاهلين وجود الرسول وموجهين كلامهم للحضور :
[1] في كتابنا المواجهة ص 503 - 506 كشفنا الذي سرب هذا الخبر وأثبتنا بأنه كان أحد المتآمرين . [2] حسب الروايات التي نقلها رواه القوم وثقاتهم ، فإن الرسول الأعظم لم يتلفظ سوى بجملة واحدة تحمل هذا المعنى ، وفي الفصول السابقة سقنا كافة هذه الروايات . [3] راجع صحيح البخاري كتاب المرض باب قول المريض قوموا عني ج 7 ص 9 ، وصحيح مسلم آخر كتاب الوصية ج 5 ص 75 و ج 2 ص 16 ، وصحيح مسلم بشرح النووي ج 11 ص 94 - 95 ومسند أحمد ج 1 ص 355 ، وصحيح البخاري ج 4 ص 31 ، وتاريخ الطبري ج 2 ص 194 ، والكامل لابن الأثير ج 2 ص 320 ، وتذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 62 ، وسر العالمين ، وكشف ما في الدارين لأبي حامد الغزالي .
212
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 212