نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 207
قولك يا أمير المؤمنين ، اختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت ، فلو أن قريشا اختارت لأنفسها من حيث اختار الله لها لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود ، وأما قولك إنهم أبوا أن تكون لنا النبوة والخلافة ، فإن الله عز وجل قد وصف قوما بالكراهية فقال : ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ) فقال عمر : هيهات يا بن العباس قد كانت تبلغني عنك أشياء أكره أن أقر عليها فتزيل منزلتك مني ، قال ابن عباس فقلت : يا أمير المؤمنين فإن كان حقا فلا ينبغي أن تزيل منزلتي منك ، وإن كان باطلا فمثلي أماط الباطل عن نفسه ، فقال عمر : بلغني أنك تقول : صرفوها عنا حسدا وبغضا ، قال ابن عباس فقلت : أما قولك يا أمير المؤمنين ظلما فقد تبين للجاهل والحليم ، وأما قولك حسدا ، فإن آدم حسد ، ونحن ولده المحسودون . قال عمر هيهات ، هيهات أبت والله قلوبكم يا بني هاشم إلا حسدا لا يزول ! قال ابن عباس فقلت مهلا يا أمير المؤمنين لا تصف بهذا قلوب قوم أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ) [1] . هذه المحاورة تؤكد ما ذهبنا إليه ، وتكشف عقيدة ذلك النفر وطبيعة مشاعرهم نحو أهل بيت النبوة ! ! ! 2 - وعمليا وطوال رئاسة ذلك النفر للأمة لم يصدف أن استعملوا أو استعانوا بأي رجل من آل محمد ، ولا بأي رجل يتعاطف مع آل محمد ، وذلك من قبيل سد الذرائع ! ! ! قال عبد الله بن عباس : إن عمر قد أرسل إليه وقال له : ( إن عامل حمص قد هلك وكان من أهل الخير ، وأهل الخير قليل وقد رجوت أن تكون منهم ، وفي نفسي منك شئ لم أره منك وأعياني ذلك فما رأيك
[1] راجع الكامل لابن الأثير ج 3 ص 94 ، وشرح النهج ج 3 ص 107 أخرجه عن الإمام أحمد بن أبي الطاهر في تاريخ بغداد مجلد 2 ص 97 .
207
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 207