نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 200
الرسول كان على فراش المرض إلا أنه نهض وصعد المنبر ودافع عن قراره بتأمير أسامة ، ومع هذا فقد بقي ذلك النفر على قناعته بأن تأمير الرسول لأسامة عمل غير صائب ، وأن غير أسامة أولى منه بالإمارة ! ! ومات الرسول وهم على هذه القناعة ، وتزعم عمر بن الخطاب جبهة الرافضين لتأمير الرسول لأسامة وطلب من الخليفة الأول أن يعزل أسامة ، فقال له أبو بكر : ( ثكلتك أمك وعدمتك يا بن الخطاب استعمله رسول الله وتأمرني أن أنزعه ) [1] . وقد يتظاهرون بأنهم أعرف من النبي بعواقب الأمور ، لقد انتهكوا حرمة منزل النبي دون إذنه وهو مريض ، وحالوا بينه وبين كتابة ما أراد كما وثقنا بحجة أن القرآن وحده يكفي ولا حاجة لوصية الرسول ولا لتوجيهاته النهائية ! ! ، فهنا يتصرفون كأنهم أوصياء على الرسول وعلى الإسلام ! ! وفي ما بعد اعترفوا بالسبب الذي دعاهم للحيلولة بين الرسول وبين ما أراد كتابته قائلين : ( حتى لا يجعل الأمر لعلي بن أبي طالب ) [2] ثم اعترف أحدهم بلسان الجميع فقال : ( بأن الأمر كان لعلي بن أبي طالب فزحزحوه عنه لحداثة سنه والدماء التي عليه ) [3] ثم قالوا : ( إن النبي من بني هاشم ، ولا ينبغي أن تكون الخلافة في بني هاشم ) [4] لهذه الأسباب ( حداثة السن ، والدماء التي عليه ، وكونه من بني هاشم ) فقد كانوا يرون أن استخلاف الرسول لعلي عمل غير صائب وغير مناسب ! ! كما سنوضح بعد قليل ، والأنسب أن تكون الخلافة من بعد النبي لرجل آخر ، لهذا السبب تجاهلوا سنة الرسول التي عالجت موضوع من يخلف
[1] تاريخ الطبري ج 3 ص 226 ، الكامل في التاريخ ج 2 ص 335 ، والسيرة الحلبية ج 2 ص 209 و 236 . [2] شرح النهج ج 7 ص 114 سطر 27 الطبعة الأولى بيروت و ج 2 ص 79 سطر 7 أبي الفضل مكتبة الحياة و ج 5 ص 167 طبعة دار الفكر . [3] شرح النهج ج 2 ص 18 ، والطبقات الكبرى لابن سعد ج 3 ص 130 . [4] الكامل في التاريخ ج 3 ص 24 آخر سيرة عمر من حوادث 23 ، وشرح النهج مجلد 3 ص 107 ، وكذلك في أحوال عمر مجلد 3 ص 97 .
200
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 200