نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 191
ولتقاتلنك فاتهب لذلك أهبته ) [1] عمر مع النبي ، والنبي وأتباعه في حالة حرب مع قريش ، والنبي يتأهب لأول مواجهة عسكرية مع قريش ، وما قاله عمر تثبيط للنبي وأصحابه عن مواجهة قريش ومدح لقريش وتعصب لها في وقت غير ملائم ، ومن الطبيعي أن تسمع قريش بما قاله أبو بكر وعمر ، ومن الطبيعي أن قريشا ستشعر بالارتياح لموقف الرجلين وتعاطفهما معها . لما فتح رسول الله مكة أتاه ناس من قريش فقالوا : يا محمد إنا حلفاؤك وقومك وإنه لحق بك أرقاؤنا ، ليس لهم رغبة في الإسلام ، وإنما فروا من العمل فارددهم علينا . فشاور الرسول أبا بكر في أمرهم فقال صدقوا يا رسول الله ! فقال لعمر ما ترى ؟ فقال مثل قول أبي بكر ! فقال الرسول : ( يا معشر قريش ليبعثن الله عليكم رجلا منكم امتحن الله قلبه للإيمان فيضرب رقابكم على الدين ) [2] وأشار إلى الإمام علي بن أبي طالب . هذه المواقف سقناها على سبيل المثال . وعندما كانت قريش تتفقد قتلاها وجرحاها وأسراها ، وتتعرف بدقة على من قتل أو جرح أو أسر أي واحد منهم لتنتقم وتثأر حسب العادة الجاهلية الضاربة الجذور في النفس العربية ، كانت زعامة بطون قريش دائما تكتشف أن ذلك النفر لم يلوث يده بقطرة دم واحدة من أبنائها فكان شعورها بالارتياح من ذلك النفر يزداد يوما بعد يوم ! كانت زعامة بطون قريش ومن والاها يحقدون على محمد وعلى آله وعلى أتباعه المخلصين ولكنهم لم يكونوا يحقدون على ذلك النفر ، بل ولم يكرهوه ، وعلى العكس كانوا يحسون بالارتياح والرضا من مواقفه المتعاطفة معهم ، ولم
[1] مغازي الواقدي ط أكسفورد ج 1 ص 48 - 49 ، وإمتاع الأسماع للمقريزي ص 74 - 75 ، ومعالم المدرستين للعسكري ج 1 ص 171 . [2] المستدرك للحاكم ج 2 ص 138 ونحوه في صحيح مسلم ج 4 ص 298 ، وكنز العمال ج 13 ص 174 ، وآيات الغدير لأبي محمد الكوراني ص 161 .
191
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 191